لا ندري إن كنا نفرح أم نحزن لما أعلنه وكيل وزارة الكهرباء والماء أحمد الجسار من أنه بسبب التكلفة العالية لإنتاج الكهرباء ، فإن هناك دراسة لشراء الطاقة الكهربائية من دول الجوار، اذا ما كانت تكلفة شرائها من إحداها أقل من تكلفة إنتاجها في الكويت .
مبدئيا فإننا لسنا ضد أي تعاون في أي مجال بيننا وبين الدول الشقيقة ، خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي ، لكن يحق لنا أن نتساءل أيضا : إذا كان ذلك حلا على المستوى القريب ، فهل يصلح أن يكون حلا دائما وشاملا لأزمة نقص الطاقة الكهربائية لدينا ؟!
وعلى فرض أن تكلفة إنتاج الكهرباء أعلى من كلفة استيرادها ، فهل يكون الحل بالاعتماد على الاستيراد ؟
بكل صراحة ووضوح فإننا نعجب من هذا المنطق الذي لو اتبعته كل الدول ، لأصبحت هناك دولة واحدة تنتج «الكهرباء أو غيرها» ، وبقية الدول تستورد منها ، لكن «ما هكذا تورد الإبل» ، وما هكذا تبنى الأمم والدول ، ونحن دولة لها تاريخها وقد سبقنا كل دول المنطقة في اللحاق بركب التحضر والتطور ، ولم يعد منطقيا ولا مقبولا أن يأتي بعض مسؤولينا الآن ليعيدونا إلى العصور الوسطى التي لا نجد فيها كهرباء ، لا لسبب إلا لأننا لم نتفق بعد على الصيغة التي نبني من خلالها محطات لتوليد الطاقة الكهربائية ، بعيدا عن صراعات التجار والمتنفذين !