لا جدال في أن نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ علي الجراح يقدم نموذجا رائعا مشرقا في التعامل مع المنتسبين إلى الجيش الكويتي، ومتابعة شؤونهم، وإشعارهم بأن اهتمامه بالإنسان، يسبق أي اهتمام آخر بالمعدات أو الأجهزة والأسلحة، وذلك انطلاقا مما يؤكد عليه صاحب السمو الأمير دائما، من أن ثروتنا البشرية هي الأهم والأغلى والأبقى من كل الثروات، وهو نموذج نتمنى أن نراه متكررا في سائر الوزارات الأخرى، لأنه بكل تأكيد الضمانة الحقيقية لتقدم الكويت وتطورها، وبقائها آمنة مستقرة مزدهرة، بأهلها وشعبها وقيادتها السياسية الحكيمة.
من هذا المنظور ننظر إلى القرار الذي أصدره الجراح أمس بقبول جميع أبناء الشهداء العسكريين»المقيمين بصورة غير قانونية» في الجيش الكويتي، وهو القرار الذي يأتي – كما أوضح بيان وزارة الدفاع - بتوجيهات سامية من سمو أمير البلاد القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة واهتمام سمو رئيس مجلس الوزراء» .. ولسنا نملك ونحن نرى هذه القرارات الإنسانية المتتالية، إلا بأن ندعو الله سبحانه أن يبارك لصاحب السمو الأمير، وأن يوفقه لكل خير.
إن ما يصنع الوجه الحضاري الرائع للكويت، ليس هو النفط، مهما بلغ إنتاجنا منه، إنما تصنعه إنسانيتنا التي تتبدى في التعامل الرحيم مع كل من يستحقون الرحمة ومد الأيدي إليهم لإنهاء معاناتهم ومساعدتهم على أن يعيشوا حياة أفضل وأرقى، وعرفانا بفضل أصحاب الفضل الذين قدموا دماءهم الزكية الطاهرة، دفاعا عن الكويت والأمة العربية .