الرباط - »كونا« -- أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس على ضرورة اعتماد النقاش الواسع والبناء في جميع القضايا الكبرى للشعب المغربي لتحقيق ما يطلبه من نتائج ملموسة.
جاء ذلك في خطاب وجهه الملك محمد السادس الى شعبه الليلة قبل الماضية بمناسبة عيد »ثورة الملك والشعب المخلدة« للذكرى الستين لانتفاضة الشعب المغربي ضد الاستعمار إثر نفي الملك الراحل محمد الخامس خارج المغرب.
وانتقد العاهل المغربي ما وصفه بـ»الجدال العقيم والمقيت الذي لا فائدة منه سوى تصفية الحسابات الضيقة والسب والقذف والمس بالأشخاص الذي لا يساهم في حل المشاكل وإنما يزيد في تعقيدها«.
وأكد أن قطاع التعليم يواجه صعوبات ومشاكل بسبب اعتماد برامج ومناهج تعليمية لا تتلاءم مع متطلبات سوق العمل إضافة إلى اختلالات ناجمة عن تغيير لغة التدريس في المواد العلمية بين مستويات التعليمين الابتدائي والثانوي والتعليم العالي الجامعي.
وشدد على اهمية التكوين المهني والمهني المتخصص التي تتيح اندماجا مباشرا في سوق العمل على خلاف التكوين الجامعي العالي في بعض التخصصات والمسالك التي وصفها ب«المتجاوزة« التي »تشكل مصنعا لتخريج العاطلين«.
وقال ان مشاريع التنمية والجهود المتواصلة »لجعل المواطن المغربي في صلب عملية التنمية والسياسات العمومية« تحتاج الى اليد العاملة المؤهلة والأطر الفنية في صناعة السيارات ومراكز الاستقبال والمهن المرتبطة بصناعة الطائرات وهي مهن جديدة في المغرب.
وقال الملك محمد السادس إنه »من غير المعقول أن تأتي أي حكومة جديدة بمخطط جديد خلال كل خمس سنوات متجاهلة البرامج السابقة علما أنها لن تستطيع تنفيذ مخططها بأكمله بسبب قصر مدة انتدابها«.
يذكر أنه قبل ستين عاما نفت سلطات الاحتلال الفرنسي في المغرب محمد الخامس الملك الشرعي للبلاد الى جزيرة مدغشقر ونصبت ملكا عميلا فانتفض الشعب المغربي ضد هذا القرار ولم تخمد الثورة سوى بعودة الملك من منفاه وحصول المغرب على استقلاله بعد ثلاث سنوات من الثورة.