عدن - «وكالات» : تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وذلك بعد يوم على إعلان وفد الحكومة تعليق مشاركته في المفاوضات بسبب مماطلة الانقلابيين.
فقد حذر مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، جون غينغ، من أن أكثر من 7 ملايين ونصف المليون يمني يعانون من نقص حاد في الغذاء وهم على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
واعتبر غينغ أن مبلغ التبرعات من الدول الذي تم جمعه «صادم للغاية»، خاصة أنه لم يتجاوز 16 في المئة فقط من الميزانية التي طرحتها المنظمة لتغطية حاجات 13 مليون يمني والبالغة نحو ملياري دولار.
من جانب آخر أضيفت مهمة جديدة للتحالف العربي، إلى جانب محاربة الحوثيين والانقلابيين، لإعادة الشرعية في اليمن، حيث تركز هذه المهمة على استعادة بعض المحافظات الجنوبية من سيطرة القاعدة، بدأها التحالف بغارات جوية على معسكراتهم وتجمعاتهم في محافظات أبين ولحج وشبوة وحضرموت، أوقعت خسائر كبيرة بعناصرهم، وقتلت بعض القياديين منهم.
وبدأ الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، يساندهما التحالف العربي بغطاء جوي، حملة عسكرية على الأرض في محافظة لحج، وتحديداً مدينة الحوطة، حيث استعادتها قوات الشرعية، وانسحب منها المتطرفون بعد معارك تكبدوا خلالها خسائر في مقاتليهم وأسلحتهم.
وتقدم الجيش والمقاومة، بدعم من طائرات التحالف، في هجوم جديد على محافظة أبين، انسحبت منها القاعدة لعدم قدرتها على صده.
وفي المكلا، كانت المعركة مباغتة ضد المتطرفين، حيث فاجأتهم قوات التحالف العربي بقوات خاصة من خلال إنزال جوي إلى جانب قوات من الجيش اليمني تم تدريبها مؤخراً، وانتهى الهجوم باستعادة المكلا عاصمة حضرموت خلال ساعات قليلة.
كما سبقت تلك المعركة غارات للتحالف دمرت خلالها معسكرات تدريبية للإرهابيين ومخازن أسلحة، وقتلت المئات من عناصرهم، بينهم قياديون.
من جهتهم، اتهم مسؤولون حكوميون يمنيون أجهزة المخلوع صالح والحوثيين بدعم الخلايا الإرهابية في بعض المحافظات الجنوبية لشن عمليات تخريبية ضد مؤسسات الحكومة الشرعية وزعزعة الاستقرار في البلاد.
وليس أدل على ارتباط ميليشيات الانقلابيين بالمتطرفين من تكرار صفقات تبادل الأسرى والمعتقلين، حيث تم إطلاق سراح العشرات من عناصر القاعدة مؤخراً مقابل بعض عناصر ميليشيات الحوثي وصالح.
من جهة أخرى أكد نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر، أن الأولويات الحالية تتمثل في استعادة الدولة ومكافحة الإرهاب كي يمكن إعادة البناء والتنمية وتعزز علاقة اليمن «بالأصدقاء والأشقاء»، حسب ما جاء في وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» اليوم الثلاثاء.
وأشار علي محسن، خلال لقائه السفير الفرنسي لدى اليمن، إلى استمرار خرق الميليشيات لوقف إطلاق النار وحصارهم للمدن، ومنها مدينة تعز وتعنت وفدهم في مشاورات الكويت ومحاولاتهم الحثيثة في إجهاض فرصة السلام التي سعت إليها الحكومة بكل جدية وصدق بهدف وضع حد لمعاناة اليمنيين التي تسبب بها الانقلاب وانهيار الدولة.
ومن جانبه، جدد السفير الفرنسي جين مارك جروجران التأكيد على موقف بلاده الداعم لليمن وشرعيته الدستورية، مشيدا بجهود الحكومة اليمنية وحرصها على السلام. وطالب بضرورة تجاوز الصعوبات في مشاورات الكويت والوصول إلى حل بموجب القرار الأممي 2216.
من ناحية أخرى أكدت مصادر في المقاومة اليمنية إصابة 6 مدنيين في قصف عنيف لمليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على الأحياء السكنية في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، ومواقع الجيش في مدينة حرض بمحافظة حجة شمال غربي البلاد.
ورصدت لجان التهدئة الثلاثاء أكثر من 160 خرقا للمليشيات الانقلابية، توزعت بين 8 محافظات، وتركزت أغلبها في محافظة تعز التي تشهد قصفا عنيفا على الأحياء السكنية، في وقت رفضت المليشيا تنفيذ بنود الاتفاق الخاص بفتح المعابر بالمدينة المحاصرة منذ أكثر من سنة.
وسجلت اللجان 65 اختراقا في مدينة تعز حيث قصفت المليشيات بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا، والدبابات، أحياء المدينة، ومواقع الجيش الوطني والمقاومة في كل من :صبر، ثعبات، اللواء 35، الضباب، نجد السلف، ضبي لاعبوس، حمل لاعبوس، تبة الوكيل، ميلات، الكرساح، جبل اسود، جبل حبشي، وأحياء المدينة، وقد أدى القصف لإصابة ثلاثة مدنيين.
وذكرت اللجان أن المليشيات عززت مواقعها بعربات الكاتيوشا وأطقم عسكرية وصلت مساء الأحد إلى منطقة الربيعي غرب المدينة.
وفي محافظة حجة أصيب ثلاثة مواطنين في قصف للمليشيا على مواقع تبة الدغاسة بحرض ومواقع في ميدي، مسجلة تسعة خروقات.
وشهدت محافظة البيضاء عمليات قصف متواصل من قبل الانقلابيين، وسجلت اللجان 25 خرقا، واستهدفت الميليشيات بالأسلحة الثقيلة والرشاشات، مناطق: المطابن ، الجردي ، المسياب ، وحيد الملح ، وسوداء غراب ، الحبج ، الغول ، اشعاب ناصر ، صباح ، ذي ناعم .
وهاجمت المليشيات الانقلابية قرية «صباح» بمختلف انواع الأسلحة، إضافة الى تفجيرها منزل أحد المواطنين ونفذت المليشيا عملية اختطاف لأكثر من 15 مواطنا من أبناء المنطقة، كما رصدت فرق المراقبة وصول تعزيزات إلى مكيراس تضم 25 آلية عسكرية مع عربتين كاتيوشا، وفيما وصلت تعزيزات من المسلحين لمديرية الصومعة، والعبدية.
وسجلت لجان المراقبة في محافظة الجوف 27 خرقا، للمليشيا، شملت قصف بمختلف أنواع الأسلحة، على» مجمع المتون ، الوادي ، جبهة العقبة ، وبير الهيب ، والمقاطع ، وحام ، وجبل حام ، مواقعنا في صبرين ، مزربه ، وقز ، البيضا في المصلوب ، الغيل».
وفي محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن قصفت المليشيا الانقلابية بالأسلحة الثقيلة ومضادات الطيران مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في كل من» حيد بن عقيل ، وادي الحريم ، عثكل ، المحكمة ، العكدة ، جبل العلم ، عكدة السليم. ورصدت اللجان أكثر من 11 خرقا للمليشيات ليوم الثلاثاء.
أما في محافظتي مأرب وصنعاء، فلا تزال المليشيا تقصف مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، في كل من «هيلان، المشجح، صرواح، كوفل، جبهة العبدية، جبهة نهم، مستخدمة جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية، وقد رصدت لجان المراقبة وصول تعزيزات بقوام 19 طقما محملة بالعتاد العسكري إلى العبدية قادمة من منطقة السوادية، إضافة الى مديرية نهم بمحافظة صنعاء.
وقصفت الميليشيا مواقع المقاومة في «العبلين ، منخله ، المضراب ، المعطاب ، قرية رقه ، وقاع الحيا ، البقله ، يعيس، مسجلة تسعة خروقات حتى ظهر الثلاثاء مستخدمة في قصفها الرشاشات الثقيلة.
