محليات

تقدم سفير جمهورية الهند لدى الكويت سونيل جين بمناسبة الذكرى الـ 65 لتأسيس جمهورية الهند، بأحر التهاني الى جميع افراد الجالية الهندية في الكويت، معربا عن شكره لأصدقاءنا الكويتيين وغيرهم من الجنسيات الاخرى لتهانيهم الحارة لنا.
وقال جين في تصريح له بهه المناسبة إن دستور الهند يعكس رؤية آبائنا المؤسسين، وكذلك قيمنا معتقداتنا، وفي هذا اليوم اصبحت الهند المستقلة جمهورية ذات سيادة وعلمانية وديمقراطية، وعلى مدى العقود الستة الماضية لوجودنا كجمهورية، آمنت الهند مكانا لنفسها في المجتمع الدولة كدولة ملتزمة بالوئام العالمي والعدالة والمساواة، اننا مواطنون فخورون كون بلدنا اكبر ديمقراطية واكثرها تنوعا وحيوية في العالم والتي ترتكز على سيادة القانون واعلام حر وقضاء مستقل.
وأضاف قائلا: لقد شهد العقدان الماضيان تغيرات تحولية في الاقتصاد الهندي، لقد كان من بين الاقتصادات الديمقراطية الرئيسية الاسرع نموا في العالم، اننا بالفعل ثالث اكبر اقتصاد من حيث تعادل القوة الشرائية، وعلى الرغم من ان النمو الاقتصادي في الهند قد تراجع الا ادنى مستوياته خلال هذا العقد بنسبة 5 في المئة في عام 2012 وقد اكد البنك الدولي في تقريره الاخير بان النمو في الهند سيترأسه الانتعاش في الطلب العالمي وزيادة الاستثمار المحلي ويتوقع ان يتوسع الاقتصاد الهندي بنسبة 6.2 في المئة في عام 2014 - 2015 لقد تعهدت الحكومة سلسلة من الاصلاحات منذ اواخر عام 2012 لتحسين بيئة الاعمال والنمو لخلق فرص عمل.
واستطرد السفير الهندي: نحن عالميا من بين اكبر 20 مصدرا للبضائع ومن بين اكبر 10 مصدري الخدمات، كما اننا ايضا من الرائدين في مجال انتاج المواد الغذائية في العالم لامتلاك الهند قطاعات خدمات ممتازة لتكنولوجيا المعلومات وخدمات مدعومة بتكنولوجيا للعمليات التجارية والمعرفة، ويجري تطوير بعض المنتجات والخدمات المتطورة في الهند سواء من قبل الشركات متعدةة الجنسيات والشركات الهندية كذلك، وتهدف سياسات الحكومة الى تحقيق نمو سريع مع عدالة اجتماعية ومساواة.
وأكد ان الهند احرزت تقدما ملحوظا في مجال تكنولوجيا الفضاء واستكشاف الكواكب في العقد الماضي وقامت باتخاذ خطوات كبيرة في الاستفادة من النظم الفضائية العاملة في مختلف جبهات التنمية الوطنية التجارية والاستراتيجية والاجتماعية والاقتصادية لقد قامت الهند وبنجاح باطلاق مركبة فضائية الى المريخ بتاريخ 5 نوفمبر 2013 الامر الذي وضع البلاد على المسار الصحيح كي تصبح الهند الدولة الاولى في اسيا التي تصل الى الكوكب الاحمر، ان اختيار الطيران الناجح لمرحلة التبريد الاصلية على متن الرحلة gslv -d5 بتاريخ 5 يناير 2014 كان معلما تكنولوجيا رئيسيا في تحقيق الاعتماد على الذات في تكنولوجيا تبريد مركبات الاطلاق في الهند.
وقال ان البنية التحتية امر بالغ الاهمية لتحقيق التنمية الاقتصادية في الهند، ففي خطة السنوات الخمس الاخيرة والتي انتهت بتاريخ 31 مارس 2012 قمنا بانفاق حولي 500 مليون دولار امريكي على النبية التحتية، وفي خطة السنوات الخمس الحالية، نهدف الى استثمار تريليون دولار امريكي، ولتشجيع الاستثمار الاجنبي في البلاد، قامت الحكومة في العام الماضي باعلان عدد كبير من اجراءات انظمة السياسة العامة، ومع ان الهند تقوم باجتذاب الاستثماري في مختلف القطاعات، لقد قامت شركاتنا بالاستثمار بشكل ملحوظ في الخارج في السنوات القليلة الماضية من خلال عمليات الدمج والاستحواذ او عن طريق الاستثمارات المباشرة، الامر الذي ساعدها في الوصول الى الاسواق ذات النمو المرتفع، واكتساب المعرفة والتكنولوجيا، وتحقيق وفورات اقتصادية في الحجم والنطاق، والاستفادة من الاسماء التجارية الدولية، والى جانب الاتصال الفعلي نحن نقوم بخلق رابط الكتروني كذلك، اننا واحد من اسرع اسواق الاتصالات نموا في العالم ان الطاقة هي المحرك الاساسي للنمو الاقتصادية ففي العام الماضي قمنا باضافة قدرة جديدة لاكثر من 20000 ميغاوات ومع ذلك آخذين بالاعتبار حماية البيئة، تتجه الهند نحو مصادر بديلة للطاقة مثل الطاقة النووية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وذكر السفير جين أن الهند تواصل كونها الوجهة المفضلة للمستثمرين الاجانب لقد اجتذبت الهند استثمارات اجنبية مباشرة بقيمة 16.85 مليون دولار امريكي خلال الفترة من يناير وحتى سبتمبر 2013 ومنذ الانفتاح الاقتصادي مرت اسواق راس المال الهندية بنقلة نوعية في العقدين الماضيين، حيث قدمت افاقا غير مسبوقة للمستثمرين ورجال الاعمال العالميين، ان البرنامج الذي قدم مؤخرا والذي يسمح للمستثمرين الاجانب المؤهلين «qfls» للاستثمار في الاسهم الهندية وصناديق الاستثمار المشتركة وسندات الشركات قد أثار الاهتمام البالغ في منطقة الخليج كذلك.
وشدد على ان معدلات النمو العالمية المستدامة مكنتهم من متابعة جدول اعمالنا للنمو الشامل والعادل وتكريس مزيد من الموارد للقطاع الاجتماعي مثل القضاء على الفقر وسوء التغذية والامراض ومحو الامية وكذلك القضاء على الفجوة بين الريف والحضر، وعدم المساوة الاجتماعية والفوارق الاقليمية، لقد قامت الحكومة بالمبادرة بعدد من برامج التنمية الاجتماعية التي تهدف الى النمو الشامل مثل برنامج المهاتما غاندي الوطني لضمان العمالة الريفية وبرنامج سوارنجايانتي غرام سواروزغار يوجنا «برنامج توظيف أهل القرى» وغيره الكثير وفي عام 2013 قامت الحكومة بسن قانون الامن الغذائي والذي سيستفيد منه 75 في المئة من سكان الريف لدينا ونصف سكان المناطق الحضرية لدينا، ان هذا هو اكبر مجهود من نوعه في العالم ككل، لقد قامت الهند بتنفيذ العديد من برامج المنح الدراسية لتمكين الاطفال الفقراء واولئك الذين ينتمون الى شرائح اضعف من الحصول على فرص التعليم، ويتم تقديم وجبات طعام يومية لحوالي 110 ملايين طفل في المدارس في اطار مشروع وجبة غذاء منتصف اليوم وهذا البرنامج له فائدة كبيرة على الصعيدين التعليمي والغذائي للاطفال، ان قوتنا في مجال تكنولوجيا المعلومات يتم الاستفادة منها في تحويل برامج الحوكمة وتنفيذ خطط الرعاية الاجتماعية.
وأضاف بالقول: كأمة ذات مسؤولية فإن أداء علاقاتنا الخارجية منذ الاستقلال في 1947 كان العمل على تعزيز السلام والتنمية، ان الهند تسعى دائما لعلاقات ذات المنفعة المتبادلة مع جميع البلدان في العالم وتحقيقا لهذه الغاية فهي تعمل في القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل الارهاب والتغير المناخي والازمة الاقتصادية العالمية والطاقة والامن الغذائي، ان خبرتنا في معالجة التحديات التنموية في اطار ديمقراطي وتركيزنا على بناء التقارب والتوافق ساعدتنا على لعب دور رئيسي في التصدي للتحديات الدولية، فضلا عن تعزيز وتشجيع السلام والتقدم والازدهار على الصعيد العالمي.
وأوضح السفير الهندي ان منطقة الخليج، هي جزء ممتد لمنطقة الجوار، وهي مجال هام من سياستنا الخارجية، ان للهند مصالح حيوية في امن واستقرار منطقة الخليج بأكملها الشرق الاوسط برمته والتي تستضيف حوالي 7 مليون مواطن هندي، كما ان المنطقة هي مصدر لما يقرب من ثلثي متطلبات الهند من النفط الخام وهي اكبر منطقة تجارة بالنسبة لنا لاكثر من 26 في المئة من تجارتنا العالمية.
وأشار إلى ان علاقات الهند مع الكويت تمتد منذ امد طويل وهي وثيقة ومتنامية، لقد كنا جزء لا يتجزأ من حياة واداراك كل منا للاخر لاجيال عدة، ومشاركتنا سوية متعددة الجوانب وهي مستمرة في النمو ان علاقتنا تتجاوز الروابط التاريخية والثقافية لتشمل السياسية والتجارية والمصالح الاقتصادية، وقد وصل اجمالي التجارة الثنائية مع الكويت خلال عام 2012 - 2013 الى 17.649 مليار دولار امريكي، ان الهند كانت وعلى الدوام من افضل الشركاء التجاريين للكويت وقد شهدت السنوات الاخيرة انفتاح فرص جديدة في قطاعات مثل الموارد البشرية والسياحة الطبية والضيافة وتكنولوجيا المعلومات، ان الاستثمارات الكويتية الى الهند هي حوالي 3 مليارات دولار امريكي وهي بتزايد مستمر، ان هيئة الاستثمار الكويتية تدرس زيادة استثماراتها في الهند، بالاضافة الى استثمار الاسهم الاخيرة لمبلغ 5.37 مليون دولار في مؤسسة شبكة الطاقة الكهربائية للهند المحدودة.
وقال سونيل جين إن الزيارات رفيعة المستوى والتبادلات الاخرى بين بلدينا قامت بتوفير منصة لتعزيز العلاقات الثناية بشكل اكبر واستكشاف افاق جديدة للتعاون، لقد قام سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء لدولة الكويت الصديقة، بزيارة رسمية الى الهند في الفترة من 7 وحتى 10 نوفمبر 2013، وخلال الزيارة تم التوقيع على اتفاقية لنقل الاشخاص الحكوم عليهم، ومذكرة تفاهم بين معهد الخدمة الخارجية «fsi» ومعهد سعود ناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي، ومذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الرياضة وشؤون الشباب، والبرنامج التنفيذي للتبادل الثقافي والاعلامي للاعوام 2013 - 2016، وبرنامج التبادل التعليمي حول التعاون في مجال التعليم والتعلم للاعوام 2013 - 2016، كما قام معالي الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح، وزير شؤون الديوان الاميري بزيارة الى الهند في مارس 2013.
ولفت إلى ان الجالية الهندية في الكويت تلعب دورا هاما في تعزيز العلاقات الثنائية، انها متواجدة عمليا في كل شريحة من شرائح المجتمع الكويتي، ولها سمعة حسنة كونها كادحة وموهوبة ومنضبطة وملتزمة بالقانون ان مساهمة جاليتنا في تنمية ازدهار الكويت هي محل التقدير، واود ان اغتنم هذه الفرصة لاعرب عن امتناني العميق للخير الذي ينعم به ابناء الجالية الهندية من قبل حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت وللنوايا الطيبة لشعب دولة الكويت الصديق.
وأوضح السفير الهندي أن السفارة تحاول باستمرار تحسين جودة خدماتها، ولتسهيل امر سفر المواطنين الكويتيين الى الهند لغرض الاعمال التجارية او السياحة او للعلاج او للدراسة، قامت السفارة بتحرير سياسة منح التأشيرات الخاصة بها، كما قامت السفارة باتخاذ العديد من الاجراءات من اجل رفاهية الجالية الهندية في الكويت، حيث يمكن الآن للجالية الوصول لنا على مدار الساعة وطيلة ايام الاسبوع في حالات الطوارئ كما ان السفارة تعمل للقيام وبوقت قريب مركزا لخدمات جوازات السفر والتأشيرات في منطقة العباسية، حيث ان عددا كبيرا من ابناء الجالية يقيمون في تلك المنطقة، اننا نحاول تعزيز صندوق الرعاية الاجتماعية لدينا حتى يتسنى لنا القيام بتوفير تذكرة سفر والرعاية الطبية لاي مواطن في محنة من ابناء الجالية من تلك الصندوق.
وأكد ان لدى السفارة خدمة «البيت القنصلي المفتوح» حيث يمكن لاي مواطن هندي مقابلة مسؤول قنصلي رفيع المستوى دون موعد مسبق للنظر في اي امور معلقة، وبالاضافة الى ذلك يقوم «مركز رعاية العمال الهنود» والذي تم اقامته في السفارة في سبتمبر 2009، بتقديم نظام الدعم اللازم لعمالنا من خلال مكتب المساعدة ومكتب الشكوى العمالية والخط الساخن الذي يعمل طيلة الـ 24 ساعة في جميع ايام الاسبوع، والسكن المجاني والاستشارات القانونية المجانية، ونظام مصادقة عقود العمل، واو ان اغتنم هذه الفرصة لاؤكد على السفارة لن تدخر جهدا في رعاية القضايا التي تهم جاليتنا باقصى قدر من الحساسية والاهتمام.
ووفي ختام تصريحه قال سفير جمهورية الهند لدى الكويت سونيل جين: نحن نلزم انفسنا من جديد خدمة شعبنا ووطننا الام والقضية الاكبر للانسانية، اتمنى لكل فرد من ابناء الجالية الهندية في الكويت الصحة الجيدة والازدهار، كما اغتنم هذه الفرصة لاعرب عن اطيب التنميات بالصحة الجيدة والخير واستمرار الرفاه لحضرة صاحب السمو امير دولة الكويت ولسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء ولشعب دولة الكويت الصديق.