لا يزال «قطار الانتخابات» ماضياً في طريقه، على الرغم من كل العراقيل التي تحاول منعه من الوصول إلى محطته الأخيرة.
وكل يوم يزداد المواطنون اقتناعاً بهشاشة حجج المقاطعين، وعدم منطقيتها، وافتقادهم لأي مبرر لموقفهم، سوى اصطناع الأزمات والمشكلات، والإصرار على الوقوف في وجه أي مبادرة حكومية للإصلاح السياسي.
وكل يوم نزداد يقيناً أيضاً بأننا أمام مرشحين واعدين بالخير لبلدهم، وراغبين بكل صدق وإخلاص في انجاز ما عجز «المخضرمون» من نجوم المجالس السابقة عن تحقيقه، ببساطة لأنهم انشغلوا بتلميع أنفسهم وتحصيل أكبر قدر من المكاسب السياسية والانتخابية لأنفسهم ولأقاربهم وأحزابهم، وحتى حين تم اختيار بعضهم في مناصب وزارية، كانت النتيجة كارثية، فقد حولوا الوزارات التي شغلوا حقائبها إلى «إقطاعيات» تابعة لهم، ولمفاتيحهم الانتخابية، وهو الأمر الذي بات معلوماً للكافة الآن.
ولذلك فإننا نحتفي بهؤلاء المرشحين الجدد، وندعو الله أن يجعل الخير فيهم، وأن يرزقهم التوفيق بقدر ما يحملون من نيات صافية، واستعداد تام لأن يصلوا الليل بالنهار، من أجل أن يعود البرلمان لأهله، ولا يصبح حكراً على مجموعة صغيرة توهمت حيناً من الزمن أنها صاحبة «الحق الحصري» للمجلس، وأنها لن تسمح لغيرها بدخوله أو الاقتراب منه.
المرشحون الذين سنختار من بينهم الأكفأ والأفضل لتمثيلنا تحت القبة، سواء كانوا من الوجوه الجديدة، أو من زملائهم أصحاب الخبرة، نعلق عليهم آمالنا في أن يصنعوا للكويت المستقبل اللائق بها، وأولى خطوات صناعة هذا المستقبل أن يأتي برلمان يليق بتجربة خمسين عاماً من الديمقراطية، لا يطغى فيه الجانب التشريعي على الرقابي، ولا الرقابي على التشريعي، برلمان كبرلمانات أوروبا وأمريكا، نشعر معه أنه جاء ليخدم الكويت، لا كما يريده البعض «متسلطاً» على البلاد، ومشكلاً حاجزاً منيعاً يحول دون تطورها ونهضتها.