بالتعاون مع مكتب العلاقات العامة في الجامعة الامريكية في الكويت، تم عقد ندوة «شبكات التواصل الاجتماعي و تأثيرها على الاعلام الورقي» وتحدث خلالها الاستاذ محمد الحسيني، مدير تحرير جريدة الانباء، الى طلبة و طلاب قسم الاعلام بالجامعة الامريكية عن المحاور المختلفة المتعلقة بموضوع شبكات التواصل الاجتماعي.
بدأ الحسيني الندوة بكلمة ألقاها على الطلاب، تناول فيها التطور التاريخي لشبكات التواصل الاجتماعي و تداخلها مع الاعلام التقليدي الذي يزداد بشكل ملحوظ في ظل التطور التكنولوجي المستمر. فقبل ظهور «الاعلام الحديث»، كما يطلق عليه اليوم، كانت العملية الاعلامية تمر بمراحل محددة «أولاها نقل الخبر ثم إعدادة أو تحميله في وسيلة نقله، و من ثم نشره، و لاحقاً رصد ردود الفعل عليه»، ثم جاء الاعلام الحديث و أصبح كل فرد يمتلك القدرة على السيطرة على مسار الخبر و مراحله الاربع. لكن، تبقى وجهة نظر، طبقاً للحسيني، بأنه و رغم كل هذا التطور، يبقى «الاعلام المهني» صناعة بحد ذاتها تحتاج الى انتاج المادة الاعلامية الكبيرة و الرئيسية.
و عن مستوى الحريات ما قبل و ما بعد ظهور الاعلام الحديث،أوضح الحسيني أن الاعلام الحديث قد «ساهم في رفع مستوى الحريات عبر فك احتكار المعلومة»، وساهمت هذه المنافسة بدورها في تحرير الاعلام التقليدي من قيود كثيرة من أجل الحفاظ على استمراريته.
وقال إنه في المقابل زادت التحديات التي يواجها الاعلام بشكل عام. فالاعلام الحديث « يعاني من كثير من الشوائب» على حد قوله. ابرزها إساءة الاستخدام، و سهولة بث الشائعات، و ذلك يضع المجتمع امام تحد مهم و هو « خلق الموازنة بين حرية التعبير من جهة، و تنظيمه قانونياً من جهة أخرى» مما يضمن حقوق الناس.
و عقب كلمته، فتح الحسيني باب الاسئلة للطلاب الذين تقدموا، بدورهم، بعدة أسئلة أثرت الحوار، و كان ابرزها الاسئلة الخاصة بمستقبل الصحافة الورقية و الصحافيين الذين يعملون بهذا المجال.
وأشار الحسيني في هذا الموضوع الى عدة عوامل يمكن ان تساعد على استمرارية المهنة و الصناعة الصحافية، فبالنسبة لقطاع الصحافة الورقية، يعتمد استمراره على الدعم من خلال الاعلانات والاشتراكات، أما بالنسبه لمهنة الصحافة.
وأكد الحسيني أن علم الاعلام و كيفية استخدامه يعطيان حصانة للمهنة، فالصحافي لابد في كل كتاباته أن يراعي الدقة والموضوعية والنزاهة والتمييز بين الآراء والحقائق، و للأسف وسائل الإعلام الجديدة لا تعمل في ذلك الاطار و لا تراعي تلك العناصر، مما يجعل الصحافة مهنة لا غنى عنها.
و في نهاية حواره مع الطلاب، أعرب الحسيني عن سعادته بلقاء طلاب الجامعة و عن رغبته في الاستمرار في توعية الشباب بأهمية الاعلام و دوره في مجتمعاتنا في ظل التطور اليومي الذي يطرأ على هذا المجال.