من حق أهالي الجهراء أن يشعروا بالغضب تجاه ظاهرة المقاهي المختلطة في المحافظة خصوصا تلك التي توجد قريبا من السكن الخاص، وأن يطالبوا بضرورة العمل على منع هذه "الممارسات الغريبة"، ومن الطبيعي أيضا أن يلوح نواب المحافظة بمساءلة وزير البلدية ، مالم يتم حسم هذا الأمر، على وجه السرعة .
لا أحد يقف ضد رغبة البعض في الترفيه وقضاء وقت طيب في المقاهي وغيرها من الأماكن الترويحية ، لكن بشرط ألا يأتي ذلك على حساب القيم والمبادئ والأعراف الاجتماعية والدينية، وقد جعل الله لنا فيما هو مباح الكثير من الوسائل الموصلة إلى هذه الغاية "أي الترويح والترفيه"، فلماذا يريد البعض أن يصدم مجتمعا محافظا بأعراف غريبة عليه ، ولا يمكن أن تكون مقبولة بأي وجه ؟
وباعتقادنا أن الأمر ليس بحاجة إلى أن نصل به إلى حد مواجهة بين السلطتين في هذا الشأن ، فالأمر لا يتطلب أكثر من قرار إداري بإغلاق هذه المقاهي .. لا نطلب بالطبع ولا نتمنى بأي وجه قطع أرزاق الناس ، كل ما ننشده هو الالتزام بالقيم والمعايير التي تعارف عليها الجميع ، وأن يتم منع الاختلاط في تلك المقاهي ، وعندها فلا بأس بأن تواصل عملها واستقبال روادها بالشكل الذي ألفه الجميع ، دون تزيد أو تعد على الأخلاقيات العامة .
وفي ضوء الهدي النبوي العظيم ، واستهداء بحديث رسولنا – صلى الله عليه وسلم – "لا ضرر ولا ضرار"، فإننا ننتظر قرارا يحفظ لمجتمع الجهراء طابعه المحافظ والمتمسك بقيمه وتعاليم دينه ، ولا يصيب أصحاب المقاهي والعاملين فيها بالضرر أو الأذى .