استوقفني أمس قول بعض النواب إنهم «يؤيدون صعود الوزير الذي يقدم له استجواب للمنصة للرد على ما جاء فيه وتفنيد محاوره ، اذا كان هذا الاستجواب مستحقا» !
وليسمح لنا أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية أن نتساءل : من ذا الذي يملك الحق في أن يقرر ما إذا كان استجواب ما مستحقا أم لا ؟!
مبدئيا فإن كل نائب يقدم استجوابا بالتأكيد يراه مستحقا ، وإلا لما بادر بتقديمه ، ونحسب أنه قد جاء الوقت الذي ينبغي أن يوضع الاستجواب في حجمه الطبيعي من قبل النواب أو الوزراء ، وأن ينظر إليه الجميع باعتباره أداة أتاحها الدستور لعضو المجلس كي يمارس من خلالها رقابته على أعمال الحكومة ، لا أكثر ولا أقل ، وهو فرصة لإشراك الرأي العام في مناقشة قضية بعينها مناقشة علنية مفتوحة ، والاستماع إلى مرافعة النائب المستجوِب بشأنها ، وردود الوزير المستجوَب عليها ، والاطمئنان إلى الأداء الحكومي من ناحية ، وإلى ممارسة عضو البرلمان دوره الرقابي بموضوعية واعتدال وإنصاف .
وباعتقادنا أيضا أنه لم يعد هناك معنى لتحويل كل استجواب يقدم لوزير ما إلى «مناحة» واعتباره مأساة وأزمة سياسية كبرى ، فالأزمة الحقيقية هي في تعاطينا مع الاستجوابات ، مجلسا أو حكومة !