على الرغم من التباينات التي حدثت أمس في مجلس الأمة ، لدى التصويت على شطب محوري استجواب رئيس الوزراء والاكتفاء بالمقدمة ، فقد انتهى الأمر بموافقة 45 عضواً ورفض ثمانية نواب ، وامتناع ثمانية آخرين ، وعدم تصويت ثلاثة .. وبصرف النظر عن موقف كل طرف تأييدا أو معارضة ، فقد احتكم الجميع إلى آليات الديمقراطية ، ومن ثم ينبغي احترام نتيجتها وما آلت إليه ، وألا نجعل من كل شيء سببا لإثارة أزمات جديدة ، والإصرار على إدخال البلد في نفق سياسي لا سبيل إلى الخروج منه .
إن أمام الكويت استحقاقات أكبر وأهم خلال المرحلة المقبلة ، من مجرد الوقوف عند استجواب نوقش أو أسقط من جدول أعمال المجلس ، وسيكون مؤسفا ومؤلما أن نطيل المكوث أمام «أطلال» كل استجواب يقدم لرئيس الحكومة أو لأي من أعضائها . لا يعني ذلك مطلقا أننا ضد تفعيل الأدوات الدستورية المتاحة للنواب ، والقيام بدورهم الرقابي على أتم وجه ، لكننا ضد أن يكون ذلك مدعاة لتفجير أزمات لا يحتملها البلد ، في ظروف إقليمية ودولية شديدة الدقة ، وتتطلب الكثير من الوعي واليقظة .
ونعرف جميعا أنه بعد أيام قليلة ستشهد البلاد مؤتمر القمة العربية الإفريقية ، وفي كل مؤتمر عربي وإفريقي تقدم الكويت «أوراق اعتمادها» للعالم كله ، وتؤكد أنها أهل لأن تكون مركزا ماليا وتجاريا دوليا ، وان تبدأ انطلاقة اقتصادية واستثمارية كبيرة ، وهذا هو «الجهاد الأكبر» الذي يجب أن نشارك فيه جميعا ، بكل ما نملك من أدوات وإمكانات ، وألا ندع أي أحداث أخرى تشغلنا عن هذا الهدف الوطني الكبير .