لاشك أن الأخطاء التي تعانيها البلاد منذ فترة طويلة لم تتغير .. والمشاكل هي نفسها المشاكل التي يعاني منها الجهاز التنفيذي في الدولة منذ الأزل .. لن نبالغ إن قلنا أن بعض الأخطاء والمشاكل تكاد تكون نسخة طبق الأصل من مشاكل عانت منها البلاد منذ عشرات السنين وعالجتها ثم عادت من جديد لضعف خطوات الوقاية.
ولو نظرنا بتمعن سنجد أن الخلل يكمن لدينا في النظرة الثاقبة لاسباب المشاكل وبطريقة معالجة هذه المشاكل وكيفية إبصارها والتنبؤ بها قبل أن تقع لمنع وقوعها .. والأدلة على ذلك كثر،فعلى سبيل المثال لا الحصر كل المشاكل في القضية الاسكانية والطرق والمشاكل الصحية والتعليمية والاقتصادية هي نسخة مطورة من مشاكل عانيناها سابقا في نفس القضايا والمجالات.. بالرغم من أن المتعرف عليه أن الدول تتعلم من اخطائها.. وأن «المؤمن لايلدغ من جحر مرتين».
يحضرنا في هذا الشأن حكاية قديمة من التراث تتكلم عن أن رجلاً شكا إلى طبيب وجعاً في بطنه، فقال له الطبيب: ما الذي أكلت؟
قال: أكلت رغيفاً محترقاً، فدعا الطبيب بكحل ليكحّل المريض.
استغرب المريض وبادر الطبيب قائلا: إنّما أشتكي وجعاً في بطني لا في عيني.
ضحك الطبيب وقال للمريض: قد عرفت، ولكن أكحّلك لتبصر المحترق، فلا تأكله.
يا ترى متى سنبصر المحترق من الخبز حتى لا ناكله ؟وحتى لايقال لنا «خبز خبزتيه .. يالرفله أكليه»