ما حققه ولا يزال يحققه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، في مجال الدبلوماسية البرلمانية، يستحق الإعجاب والتقدير. ففي رحلته الأخيرة قبل أيام إلى بروكسل، نجح في إقناع رئاسة البرلمان الأوروبي بالموافقة على اقتراحه، بعقد قمة برلمانية مشتركة في الكويت بين برلمانات دول مجلس التعاون الخليجي والبرلمان الأوروبي بلجانه كافة، «لمناقشة كل القضايا المشتركة وعلى رأسها تعزيز العلاقات بين الطرفين».
هذا المؤتمر المرتقب يبدو لنا بالغ الأهمية لجهة التواصل بيننا كشعوب خليجية والشعوب الأوروبية، لعل ذلك يسهم في تجسير الفجوة الثقافية والحضارية بيننا وبينهم. فضلا عن كونه يمثل بلا شك فرصة لنقل خبرات البرلمانات الأوروبية، في الممارسة الديمقراطية إلى دولنا، وهو ما نأمل أن يكون له دور في تقويم الأداء النيابي لدينا في الكويت بشكل خاص، والذي شابته تشوهات كثيرة، خلال المرحلة الماضية.
ومعلوم أن زيارة الرئيس الغانم إلى العاصمة البلجيكية، جاءت في الأساس باعتباره ممثلا للبرلمانات العربية، في التواصل مع البرلمان الأوروبي، من أجل حثه على تفعيل دوره تجاه إنصاف الشعب الفلسطينى، وكشف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق هذا الشعب. ولم يتوانَ الغانم في دعوة البرلمان الأوروبي إلى ضرورة التدخل من أجل الضغط على نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، ووقف عمليات الاستيطان الاستعمارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويكفي للشهادة على تقدير الدور الكبير والمهم، الذي يقوم به الرئيس الغانم، ما أكده رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي في مؤتمرهما في الصحفي المشترك، من التنويه بإسهامات دولة الكويت ودورها في تعزيز الاستقرار بالمنطقة ومساعداتها الإنسانية المتواصلة، وقوله إن «المحادثات مع الغانم كانت بناءة وركزت على كيفية تحقيق الاستقرار في المنطقة».
تضاف إلى ذلك إشادة السفير الفلسطيني لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا ولوكسمبورغ عبد الرحيم الفرا، بموقف رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم تجاه القضية الفلسطينية، وقوله :»إن السيد مرزوق الغانم معروف في أوروبا بموقفه الجريء والصحيح والواضح من القضية الفلسطينية» .
تحية للرئيس الغانم أحد القامات السياسية والبرلمانية، المستحقة لكل احترام وتقدير، ليس فقط على مستوى الكويت، بل أيضا على المستويين الإقليمي والدولي.