«وكالات»: تسارعت أمس الأحداث المتعلقة بقطاع غزة، بشكل كبير، ففيما واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المجرم على قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد عشرات الفلسطينيين - بينهم أطفال - إثر غارات مكثفة استهدفت 11 منزلا في مناطق شرق رفح، تزامن مع ذلك أيضا تحرك سياسي يحاول أن يسابق الزمن، لمنع جريمة اجتياح رفح، وقتل المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني، كما تواردت أنباء بأن مصر رفعت حالة التأهب في شمال سيناء.
وفيما يستمر انتشال الشهداء من تحت أنقاض المنازل، أمر جيش الاحتلال سكان مناطق شرق رفح - البالغ عددهم نحو 100 ألف- بالإخلاء والتوجه نحو ما زعم أنه «مناطق إنسانية» في خان يونس والمواصي.
وسياسيا، قرر مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز تمديد إقامته في قطر طوال أمس الاثنين، لمحاولة إنقاذ المفاوضات المتعثرة بين حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وإسرائيل.
إلى ذلك أكد مصدر قيادي في حركة «حماس»، لقناة «الجزيرة»، أن الحركة أبلغت الوسطاء القطريين والمصريين موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
في سياق متصل، ومع تأكيد الجيش الإسرائيلي البدء في إخلاء مناطق شرق مدينة رفح، الواقعة جنوب قطاع غزة، والمحاذية للحدود المصرية، رفعت مصر حالة التأهب في سيناء.
فقد أكد مصدران أمنيان، أمس الاثنين، أن مصر رفعت مستوى التأهب في شمال سيناء، مع بدء العملية الإسرائيلية في رفح، حسب ما نقلت «رويترز»، فيما أعلنت حماس بالتزامن، أنها جاهزة لأي اجتياح للمدينة المكتظة بالنازحين الفلسطينيين.
كما أكدت في بيان أن «أي عملية عسكرية في رفح لن تكون نزهة لجيش الاحتلال».
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أفادت بأن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا مصر، مساء أمس الأول الأحد، ببدء عملية إجلاء السكان من رفح.
كما نقلت عن مصدر إسرائيلي، قوله إن «استهداف حماس لمعبر كرم أبو سالم أمس الأول، لم يترك خيارا سوى البدء في التحرك».
أتت تلك التطورات بينما تعالت الأصوات الدولية والأممية من اجتياح المدينة الفلسطينية. ودعت كل من فرنسا وألمانيا إلى التهدئة، ونبهتا من التداعيات الكارثية على المدنيين في حال مضت إسرائيل في خطتها.
بدوره حث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إسرائيل على عدم المضي في اجتياح بري لرفح، مشددا على ضرورة أن يمنع الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي مثل هذا السيناريو.
كذلك، دانت الرئاسة الفلسطينية المخططات الإسرائيلية، وحذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، من أن إسرائيل بدأت فعليا التمهيد «لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية باجتياح رفح»، محملا الإدارة الأميركية مسؤولية هذه السياسات الخطيرة.
وتؤوي رفح ما يقارب مليونا ونصف المليون نازح فلسطيني فروا من الحرب المستمرة منذ 7 أشهر، وفق إحصائيات الأمم المتحدة.
كما تتمتع تلك المدينة بموقع حساس، كونها على مقربة على الشريط الحدودي الفاصل بين جنوب قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية.
كذلك تعتبر أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية، حيث تبلغ مساحتها 55 كيلومترا مربعا، وتبعد عن القدس حوالي 107 كم إلى الجنوب الغربي.
ولطالما حذرت مصر منذ تفجر الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، من مخطط إسرائيل تهجير الفلسطينيين أو قسم كبير ممن يتواجدون في غزة، نحو سيناء.