«وكالات» : أفاد مجلس السيادة الانتقالي في السودان، أمس السبت، بأن شمس الدين كباشي، عضو المجلس ونائب القائد العام للقوات المسلحة، اتفق مع رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين من الحرب.
وذكر بيان المجلس أن الطرفين اتفقا خلال اجتماع في جوبا على «تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرة الحكومة وفي مناطق سيطرة الحركة بشكل فوري كل طرف في مناطق سيطرته».
وبحسب البيان: «ناقش اللقاء الأزمة السودانية، وتبادل الطرفان الرؤى حول الحلول للملف الإنساني والحل السياسي للأزمة». وتابع: «تم الاتفاق على أن يلتقي خلال أسبوع وفد لإقرار وثيقة تحدد كيفية إيصال المساعدات».
وكان كباشي قد وصل إلى جوبا الجمعة والتقى رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وناقشا «إحلال السلام في السودان، وإيصال المساعدات الإنسانية»، بحسب ما جاء في بيان لمجلس السيادة.
واندلعت الاشتباكات بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في منتصف أبريل 2023 إثر خلافات حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً للانتقال إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية عام 2019.
من جهتها حذرت وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة الأطراف المتحاربة في السودان الجمعة من وجود خطر جدي مع انتشار المجاعة والموت على نطاق واسع في دارفور وأماكن أخرى في السودان إذا لم تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة الغربية الشاسعة.
قالت ليني كنزلي، المتحدثة الإقليمية باسم برنامج الأغذية العالمي، إن ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص في دارفور يعانون من مستويات الطوارئ من الجوع في ديسمبر ، ومن المتوقع أن يكون العدد «أعلى بكثير اليوم».
أضافت كنولي في مؤتمر صحفي افتراضي للأمم المتحدة من نيروبي «إن دعواتنا لوصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع الساخنة في السودان لم تكن أكثر أهمية من أي وقت مضى».
انزلق السودان إلى حالة من الفوضى في منتصف أبريل 2023، عندما اندلعت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين جيشه بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو، وتحولت إلى معارك شوارع في العاصمة الخرطوم.
وامتد القتال إلى أجزاء أخرى من البلاد، لاسيما المناطق الحضرية وإقليم دارفور.
سيطرت قوات الدعم السريع، على معظم أنحاء دارفور وتحاصر الفاشر، العاصمة الوحيدة في دارفور التي لا تسيطر عليها، والتي لجأ إليها نحو 500 ألف مدني.
قالت كنزلي إن شركاء برنامج الأغذية العالمي على الأرض أفادوا بأن الوضع في الفاشر «مروع للغاية» وأنه من الصعب على المدنيين الراغبين في الفرار من قصف قوات الدعم السريع المبلغ عنها أن يغادروا.
وأشارت إلى أن العنف في الفاشر وشمال دارفور المحيط بها يؤدي إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية الحرجة في منطقة دارفور بأكملها، حيث يقل إنتاج محاصيل الحبوب الأساسية مثل القمح والذرة الرفيعة بنسبة 78 بالمائة عن متوسط الخمس سنوات.
بالإضافة إلى تأثير تصاعد العنف، قالت كنزلي: «يشعر برنامج الأغذية العالمي بالقلق من أن يتزايد الجوع بشكل كبير مع حلول الأوقات العجاف بين مواسم الحصاد ونفاد الغذاء لدى الناس».
وأضافت أن إحدى المزارعات في الفاشر أخبرتها مؤخراً بأن مخزون أسرتها من المواد الغذائية قد نفد بالفعل، وهو مؤشر على أن «موسم العجاف»، الذي يبدأ عادة في مايو، قد بدأ مبكرا.