يستحق وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور نايف الحجرف التحية والإشادة ، على ما أكده أمس من أن «اكبر خطر يهدد الكويت هو إقحام السياسة في المجال التربوي» ، فهذا بالفعل خطر ماحق ينبغي على كل المخلصين أن يجتنبوه، وأن ينأوا بالتعليم عنه ، فهو رسالة مقدسة ، ولا بد أن تظل كذلك ، وألا يحاول أحد تلويثها أو جرها إلى «مستنقعات» السياسة و»عفنها» !
وكما ذكر الحجرف أيضا فإن «الاعتصام والتجمهر للاحتجاج والمطالبة بمطالب معينة، ثقافة قد تكون مقبولة في أي مكان ، ولكن في وزارة التربية بحاجة الى وقفة» .. ونحن مع الوزير تماما في هذا التوجه ، ورفض أي محاولة للتشويش على أبنائنا ، واستدراج العملية التعليمية إلى ما لا نريده ولا نتمناه لأجيالنا الشابة والناشئة ، والتي يجب أن تظل محتفظة بنقائها ، لا تعرف الحزبية ، ولا القبلية أو الطائفية ، أو أي شكل من أشكال التعصب .
لقد ظل التعليم منذ بداية تأسيس الكويت رسالة نبيلة ومقدسة ، هدفه إعداد أجيال كفؤة ماهرة وقادرة ، وغرس القيم التربوية الرفيعة في نفوسهم ، وتنشئتهم على الأخلاق الفاضلة، والمبادئ السامية التي توارثناها عن آبائنا وأجدادنا ، وتعلمناها أيضا من ديننا العظيم .
نعم «التسييس» أخطر ما يتهدد العملية التعليمية ، وهو ما لن نسمح به ، نحن الشعب ، قبل الحكومة ، وعلى اللاعبين بالنار أن يكفوا عن لعبهم وعبثهم ، لأنهم أول من سيحترق بتلك النار ، التي لا تفرق من يشعلها أو من يطوله لهبها .