قبل يومين تناقلت وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية نبأ غريبا وكارثيا في الوقت نفسه ، يقول إن قائد إحدى الطائرات الكويتية تمكن من السيطرة على الطائرة التي كان يقودها ، بعد حالة الرعب والهلع التي سادت الركاب بسبب تسرب الهواء بشكل مفاجئ من إحد أبواب الطائرة .. أضاف الخبر أن الرُكاب الذين كانوا على متن الطائرة القادمة من مطار بانكوك نحو الكويت ، قد لاحظوا بعد إقلاع الطائرة تسرب الهواء من إحد أبواب الطائرة ما أصابهم بحالة من الرعب والهلع، إلى أن بادر الربان بإغلاق مواضع تسرب الهواء ، باستخدام «البطانيات والشراشف» الموجودة على متن الطائرة !
بقية القصة معروفة للكافة ، فقد نجت الطائرة بفضل الله وحده ، وبلطف منه سبحانه بعباده الطيبين ، لكن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نأخذ بالأسباب ، وعلمنا ديننا العظيم أن نبذل أقصى الجهد ، ونستفرغ وسعنا في اتخاذ الوسائل التي تجعل عملنا صالحا متقبلا ، من الناحية الشرعية ، ونافعا مجديا من الناحية الدنيوية ، ومن ثم فنحن مأمورون بالتوكل ، لا «التواكل» !
وفي السنوات الأخيرة صار معتادا أن نصحو بين يوم وآخر على خبر من الأخبار غير السارة بالمرة ، بالنسبة لـ «الخطوط الكويتية» ، والمؤسف في الأمر أن هذه القضية ، وبدلا من سعي حكومي ونيابي جاد لمعالجتها معالجة جذرية ، تحولت إلى محور للصراع بين السلطتين ، وصرنا نسمع تحليلات متباينة في هذا الشأن ، تلقي بالمسؤولية تارة على الحكومة لإهمالها وتجاهلها أزمة معروفة لها منذ سنوات طويلة ، وأخرى على المجلس لأنه عبر تلك السنوات الطويلة أيضا أعاق مشاريع تجديد أسطول الناقل الوطني ، وتسبب أيضا في عدم تمكن المؤسسة من إجراء الصيانة اللازمة لطائراتها .
وبغض النظر عمن يتحمل الخطأ ، فإن المواطن الكويتي وجميع المسافرين الآخرين الذين يفضلون السفر عبر الخطوط الكويتية ، يهمهم في النهاية أن تكون رحلاتهم آمنة ، وألا يتسلل الإهمال واللامبالاة إلى هذا المرفق الخطير ، لأنه يتعلق بأرواح البشر ، وهو ما لايقبل «المزح» أو «الغشمرة» !