عندما تؤكد القيادات الأمنية أنها مع الشباب في مسيراتهم ، بشرط أن تلتزم هذه المسيرات بالقانون ، وأن تحافظ على الضوابط الموضوعة في هذا الشأن ، وأن هذه القيادات تتمنى ان تنتهي تظاهرات أبناء «البدون» التي جرت أمس دون تدخل لقوات الأمن ، ودون اعتقالات أو عنف ، فلا شك أن هذا موقف جدير بالتنويه والتقدير .
لكن لا جديد حين نقول إن قضية البدون ليست مشكلة أمنية ، بل هي مشكلة اجتماعية شاملة، ولا بد أن تشهد معالجة شاملة أيضا ، بعدما أثبتت «المسكنات» التي تعطى في هذا الشأن عدم جدواها ، لأنها تعالج «العرَض» لا المرض الذي يستفحل ويوصل النمو والانتشار ، حتى أصبح يهدد الجسد كله بالخطر الشديد .
وليس جديدا أيضا أن نذكر بما بات يعرفه الجميع من أن أبناء هذه الفئة لا يعرفون لهم وطنا سوى الكويت ، ولا ملجأ لهم ، من بعد الله سبحانه وتعالى إلا هذا البلد ، ومن الظلم للنفس ، قبل أن يكون ظلما للآخرين ، أن نتركهم نهبا للهموم والفاقة والحاجة ، وقد أكرمنا الله ، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة .. كما أن الحلول المقترحة لهذه الأزمة معروفة للكافة ، بتجنيس المستحقين منهم ، ومنح الباقين حقوقهم المدنية والإنسانية، وإنهاء معاناة هؤلاء الناس ، تلك المعاناة التي طالت وشملت أجيالا متعاقبة، وآن لها أن تنتهي، حسبة لله أولا ، وإنصافا لأنفسنا وإبراء لذمتنا أمام رب العالمين ، قبل أي شيء آخر .