عندما يلتقي عميد الدبلوماسية العالمية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بأبنائه الدبلوماسيين الشباب ، فإن هذا اللقاء لا بد أن يظل عالقا في أذهان هؤلاء الدبلوماسيين ، وأن يستذكروا دائما تلك النصائح الغالية التي قدمها لهم قائدهم ووالدهم الذي أرسى دعائم الدبلوماسية الكويتية ، عبر عقود عدة تولى خلالها منصب وزير الخارجية ، وقدم من خلالها صورة مضيئة ومشرقة للكويت ، بحيث صارت بلادنا - بفضل الله تعالى – نموذجا يحتذى ، على مستوى العلاقات الدولية .
ذلك هو الانطباع الأساسي الذي خطر لنا ونحن نتابع زيارة صاحب السمو إلى مقر الكويت لدى الأمم المتحدة بمدينة نيويورك ، ولقاء سموه بالمندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة ، وأعضاء المندوبية والدبلوماسيين والمشاركين في اعمال الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وكم كانت غالية وعزيزة كلمات سموه وتوجيهاته لأبنائه الدبلوماسيين ، عندما حثهم سموه على «إبراز الدور الريادي والمشرق لدولة الكويت بين دول العالم والوجه الحضاري لها ، والاجتهاد في العمل من أجل رفعة شأن وطنهم العزيز ، والاستفادة مما يكتسبونه من خبرات لتمثيله أحسن تمثيل في الخارج ، كي يكونوا خير سفراء لبلدهم الغالي في المستقبل» .
لقد رسم سمو الأمير لأبنائه الدبلوماسيين في الأمم المتحدة معالم الطريق الذي اختطه سموه للسياسة الخارجية الكويتية ، وللدور المهم الذي لعبته الكويت على المستوى الدولي ، خلال مسيرتها «الأممية» التي تمتد خمسة عقود منذ أن انضمت إلى عضوية الأمم المتحدة . وقد جاءت مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لسمو الأمير بأن تستضيف الكويت المؤتمر الثاني للمانحين ، والمخصص لدعم الشعب السوري ، تتويجا لهذه الدبلوماسية الرائعة ، واعترافا بقيمتها وريادتها ، خصوصا مع النجاح الكبير الذي أحرزه المؤتمر الأول للمانحين والذي كانت الكويت قد استضافته أيضا في يناير الماضي .