يستعد حجاج بيت الله الحرام اليوم للركن الاعظم وهو الوقوف على جبل عرفات، الوقوف على صعيده الطاهر يوم التاسع من ذي الحجة، تلهج ألسنتهم بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى يرجون عفوه ومغفرته ورحمته وسكينته.
وتصدح حناجر الحجاج ضيوف الرحمن بصوت واحد ومهيب تهتز له الابدان من روعته «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. ان الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك»، وذلك اقتداء بخاتم النبيين سيد المرسلين، رسول الله صلى الله عليه وسلم، الرسول الكريم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
فالحجاج الذي جاؤوا من كل البلدن ومن مختلف ارجاء المعمورة وعلى مختلف جنسياتهم والوانهم ولغاتهم، تركوا وراءهم مصالح ومشاغل الدنيا، تركوا الابناء والاحباب والاهل لكي يقفوا في خشوع وتضرع، وهم متساوون في الانسانية والكرامة والواجبات والحقوق، ولا فرق بين غني او فقير او حاكم ومحكوم.
ان ضيوف الرحمن سواسية، لا فرق بين كبير وصغير، الجميع متساوون، باكفانهم البيضاء يطوفون حول البيت العتيق، وبين الصفا والمروة يسعون وفي منى يبيتون وعلى عرفة يقفون، وعند المشعر الحرام يتضرعون وفي منى يستقبلون عيد الاضحى المبارك.
ان الوقوف بعرفة هو افضل الايام وفيه التجلي العظيم كما اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في قوله «ما من يوم افضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى الى السماء الدنيا فيباهي بأهل الارض اهل السماء».