قبل يومين وأنا في طريقي إلى الجهراء ، على طريق الدائري السادس ، تصادف وقوع حادث مروري ، قبل وصولنا إلى موقعه بفترة بسيطة ، وهذا أمر متكرر ، وإن كنا ندعو الله أن تتضاءل هذه الحوادث كثيرا ، وأن يحفظ سبحانه سائر أهل الكويت والمقيمين على أرضها من كل مكروه .
ما ليس طبيعيا ، وينبغي أن يظل مدانا ومستنكرا و«مجرما» بقوة أيضا ، هو ما لاحظناه من إصرار بعض السائقين على استخدام «حارة الطوارئ» - أو «حارة الأمان» حسب التسمية الأشهر - في محاولة لتجنب الازدحام المتوقع في مثل هذه الحالات ، فيما سيارات الشرطة والإسعاف لا تتوقف عن «الصراخ» ودق آلات التنبيه المتواصلة ، ليفسح لها السائقون الطريق ، ولا من مجيب !
ولعلنا نتذكر أنه منذ فترة غير بعيدة ، حاولت الإدارة العامة للمرور أن «تتفلسف» وتعطي مشروعية و»ترخيصا» باستخدام حارة الطوارئ من جانب سائقي السيارات ، في حالات بعينها ، ثم تراجعت عن هذا التوجه العجيب ، والذي من المؤكد أنه ليس له مثيل في أي دولة من دول العالم الأخرى ، لكن يبدو أن ذلك قد بعث برسالة سلبية لا تزال آثارها باقية ، رغم ذلك التراجع ، حيث يتوهم البعض أنه «حر» في السير عبر «حارة الطوارئ» ، وأنه «شوماخر عصره» القادر على أن يفلت من الزحام بأي وسيلة ، حتى لو بكسر القانون والنظام وتعريض حياة الآخرين للخطر .
ما رأيناه ونراه وغيرنا بشكل شبه يومي سلوكيات عابثة ومستهترة ، ولن يوقفها إلا إجراءات رادعة وتشديد العقوبة على مستخدمي حالة الطوارئ في الظروف العادية ، وتغليظها لأقصى مدى في أثناء وقوع أي حادث ، فهل تتحرك الداخلية لحماية الأرواح وردع المستهترين ؟!