رغم المساعي الحميدة التي يبذلها حاليا الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، والذي وصل أمس إلى دمشق ، ضمن جولته الإقليمية لتحقيق توافق حول عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة ، فإن الأجواء لا تزال ضبابية لا تبشر بأي تقدم أو تعطي أي أمل للشعب السوري الشقيق بانتهاء محنته ، بما يعني أن هذا الشعب المنكوب سيظل «عالقا» هكذا بين مواقف النظام الحاكم والمعارضة ، فيما لا تلوح في الأفق أيضا إمكانية لحسم الصراع عسكريا لمصلحة أحد الطرفين .
حتى موتمر جنيف 2 الذي يحاول الإبراهيمي جمع مختلف الأطراف حول مائدته ، يبدو هو الآخر مطلبا بعيد المنال ، ففي حين يعلن النظام مشاركته «من دون شروط»، فإنه يؤكد في الوقت نفسه رفضه محاورة من يسميهم «الإرهابيين» والبحث في مصير الرئيس بشار الأسد ، وبدوره يشهد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تبايناً في الآراء بين أعضائه، إلا أنه يتمسك بمبدأ عدم التفاوض إلا حول انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل الأسد.
والسؤال المؤرق الآن : ما مصير الشعب السوري الذي تقترب محنته الآن من السنة الثالثة ، فيما العالم يتعامل مع قضيته المأساوية بفتور شديد ، والأمة العربية عاجزة عن القيام بأي تحرك بمفردها لوقف هذا النزيف وإنقاذ شعب شقيق ، يتعرض الملايين من أبنائه يوميا للقتل والتهجير والتجويع ، في مسلسل لا يبدو له انتهاء !
أمام هذا الوضع المؤلم والمزري أيضا ، هل نرفع الراية البيضاء ونستسلم لليأس ونترك الأشقاء لمصيرهم البائس ؟ أم أن قادة الدول العربية مطالبون بأن يتحركوا ويثبتوا أنهم قادرون على الفعل والتأثير ومعالجة مشكلاتهم وقضاياها ، حتى لو تخلى الآخرون عنهم ؟
سؤال مؤرق لا نعرف له جوابا !