يحكى أن فارسين من فرسان القرون الوسطى التقيا عند تمثال قديم فاختلفا في تحديد لونه اذ يصر احدهما على انه اصفر بينما يصر الاخر على انه ازرق واحتدا في النقاش واستبسل كل منها في تخطئة رؤية الاخر ولسان حاله لا يكذب ما تراه عيناه.
والحقيقة أن كل منهما قد كان على حق فقد كان التمثال مصبوغا بلونين مختلفين من الامام والخلف ، لكن حدة النقاش لم تترك فرصة لاحد الفارسين حتى يتحرك من مكانه أو يضع نفسه في مكان الآخر ليكتشف الحقيقة الجامعة.
غالبية الخلافات التي تقع بين السلطتين أو حتى السياسيين أوالأفراد العاديين تكون وليدة موقف مشابه لحالة الفارسين فالكل مشغول بالتركيز على الجانب القريب منه ويتناسى النظر للأمور من بعيد للحكم عليها بشكل واضح.
العبرة أن كل المشاكل التي واجهتها البلاد وتواجهها أو ستواجهها لابد من أن يتم التعامل معها بنظرة مزدوجة تغطي كل الجوانب حتى لاتكبر ولا تأخذ حجماً أكبر من حجمها وتضيع وقتنا وثروتنا في التصدي لها،ولهذا فسياسيينا تحديدا يجب عليهم التروي والنظر للأمور بعين الحكمة،وتجاوز أخطاء الماضي وفتح صفحة جديدة لمستقبل مشرق للبلاد والعباد.
لقد عانت الكويت من التمسك بالرأي والتشدد بالمواقف والفجر بالخصومة احياناً،وهذا أدى إلى تأخرها في العديد من المجالات بسبب الانشغال بالخلافات وحلحلتها ،وآن الأوان أن تلتفت البلاد بأكملها نحو التنمية والتطوير.