بروكسل – «كونا»: شارك ستة طلاب من الكويت من بين 27 مشاركا من دول مجلس التعاون الخليجي في دورة تدريبية خاصة للتعرف على المؤسسات والسياسات في الاتحاد الأوروبي والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون التي نظمها مركز الخليج للأبحاث ومقره جنيف باشراف الدكتور كريستيان كوخ مدير المركز.
وقالت رئيسة وحدة الدراسات الأوروبية الخليجية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتورة ملك الرشيد ان الدورة التي استمرت اسبوعا كاملا وانتهت امس هي الثالثة التي ينظمها مركز الخليج للأبحاث مشيرة الى ان الدورة الأولى كانت لوسائل الإعلام والصحافيين والثانية للأكاديميين والثالثة للطلاب.
واوضحت الدكتورة الرشيد في تصريح لوكالة الانباء الكويتية «كونا» أمس ان «هذه الدورات تهدف الى فهم أعمق للعلاقة القائمة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي من جميع الجوانب مثل التعليم والسياسة والاقتصاد والثقافة».وقالت ان الدورة كانت «ناجحة ورائعة» وتضمنت زيارات لمؤسسات الاتحاد الأوروبي المختلفة مثل البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية ومجلس الاتحاد الأوروبي.
ولفتت الى ان اكبر مجموعة من الطلاب المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي كانوا من الكويت. وذكرت الرشيد ان وحدة الدراسات الأوروبية - الخليجية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت انشئت عام 2005 بهدف تبادل الخبرات وإجراء البحوث حول العلاقة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي. ولفتت الى ان هذه الوحدة هي «الوحيدة من نوعها في منطقة الخليج العربي» وتحتاج الى رعاية مستمرة لتتمكن من الاضطلاع بدورها العلمي والبحثي.
واشارت الى ان رئيسة بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بروكسل السفيرة امل الحمد استقبلت الوفد الطلابي الكويتي وابدت اهتماما كبيرا وتشجيعا للطلاب المشاركين مشيرة الى ان جميع الطلاب كانوا مسرورين بهذه الزيارة.
وأوضحت ان برنامج الدورة كان «مكثفا جدا» بما في ذلك ورش العمل والمحاضرات والزيارات والاجتماعات مع مسؤولي الاتحاد الاوروبي على مدى ستة أيام. وقالت «نحن في حاجة الى أكثر من دورات تدريبية من هذا القبيل» واقترحت أن تنظم دول مجلس التعاون الخليجي برنامجا مماثلا للطلاب الأوروبيين. واكدت ان طلاب الكويت منفتحون اكثر من غيرهم على الثقافات الأخرى «لذا من الضروري تنظيم زيارات للطلبة الاوروبيين إلى بلدنا ليتعرفوا على ثقافتنا».
وقالت ان الاتحاد الأوروبي مثال جيد لدول مجلس التعاون الخليجي للاستفادة من خبرته وهناك العديد من أوجه التشابه بين المجموعتين على الصعيد الاقتصادي والسياسي ومن المفيد للجيل الجديد ان يستفيد من هذه الخبرات. ومن جانبها اعتبرت الطالبة شيماء الدوسري وهي طالبة ماجستير علوم سياسية بجامعة الكويت انها كانت محظوظة جدا لمشاركتها في الدورة مؤكدة ان الدورة كانت «منظمة للغاية وما تعلمته هنا يفوق كل التوقعات». ورأت شيماء في حديث مماثل لـ «كونا» انه من الضروري أن يكون هناك مزيد من مثل هذه البرامج كما ينبغي اقامة دورات مماثلة في دول الخليج. واضافت «ينبغي ان يقوم في العام المقبل مجموعة من الطلاب الأوروبيين بزيارة دول مجلس التعاون الخليجي... فنحن نريد ان يعرفوا المزيد عن بلداننا والتعلم في جامعاتنا».
ومن ناحيتها علقت شيخة الخضر طالبة الماجستير في العلوم السياسية بجامعة الكويت قائلة لـ «كونا» «ان البرنامج التدريبي كان مفيدا جدا». واضافت «نحن الان نعرف أكثر عن الاتحاد الأوروبي.. ومجيئي الى هنا كان مهما جدا حيث تمكنت من الاتصال ومواجهة الأوروبيين وجها لوجه بدلا من الاعلام ورسائل البريد الإلكتروني أو الإنترنت».
أما دلال المشاري وهي ايضا طالبة في مرحلة الماجستير في العلوم السياسية فقالت «خلال هذا الاسبوع تعلمت كيفية تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي في مجالات كثيرة منها الاقتصاد والأمن والسلام والتعليم».
وطالبت بأن «نركز أكثر على التعليم والطلاب لأن الشباب هم مستقبل الغد». وأعربت دلال عن اعتقادها بأنه يجب اقامة مثل هذه البرامج بشكل منتظم وأن تكون هناك مساهمة مشتركة ما بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي لكي يكون لدينا تبادل طلابي أكبر بين الجانبين». اما نادية دشتي طالبة الماجستير في العلوم السياسية فقالت لـ «كونا» «قدم لنا هذا الأسبوع فرصة جيدة لوجودي هنا في واحدة من أجمل بلاد الاتحاد الأوروبي فقد حضرنا المحاضرات وزرنا المتاحف وهذه بالنسبة لنا جميعا تجربة كبيرة». واضافت «كان من المهم جدا والمفيد لنا ان نستقي المعلومات البحثية عن طريق الإنترنت ووسائل الاعلام لكن هنا كل شيء حي». وقالت «قضينا أسبوعا كاملا مليئا بالافادة وكان من المهم جدا أن نعيش هذه التجربة الفريدة».
وشكرت دشتي بشكل خاص وحدة الدراسات الاوروبية - الخليجية في كلية العلوم متمنية ان تتكرر مثل هذه البرامج «مرارا وتكرارا».
اما الطالب طلال القعود وهو طالب في قسم العلاقات العامة والإعلام في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا في الكويت فقال «كونا» «ان هذه الرحلة مليئة بالفوائد وقد تعرفنا عن قرب على عمل البرلمان الأوروبي وكثير من المؤسسات الاوروبية التابعة لـ 28 بلدا في الاتحاد الأوروبي وكيف يتم التصويت داخل البرلمان». وقال القعود هذه «التجربة كانت مفيدة للغاية وغيرت الطريقة التي كنا ننظر بها الى الأمور» مضيفا «كان علينا ان نفهم ثقافتهم هنا.. فكل شيء هنا مختلف وكان علينا التكيف».
واضاف القعود «ينبغي تنظيم مزيد من هذه الرحلات التي تقرب المسافات بين الناس وتجعلنا على دراية بالمجتمع الاوروبي».
وشدد على انه «من المثير للاهتمام أن نتعرف الى أن الطريقة التي يديرون بها مؤسساتهم وهي بالتأكيد طريقة مختلفة عن بلداننا» قائلا ان دول مجلس التعاون يمكنها الاستفادة من تجربة الاتحاد الأوروبي و»تشكيل اتحاد على غرار الاتحاد الأوروبي».
