يؤلم القلب والنفس ما يجري في بعض الدول العربية، هذه الأيام، من اضطرابات وأحداث عنف ، بل وهناك ما يمكن وصفه بأن أناسا «يخربون بيوتهم بأيديهم» .. ولعل ذلك ينطبق تماما على البلد الشقيق لبنان ، فهذا البلد – كما يعرف الجميع – تأتيه نسبة كبيرة من دخله القومي من السياحة ، ومعظم سياحه عرب خليجيون ، فلماذا تلجأ بعض المنظمات والأحزاب إلى تعكير صفو العلاقات مع هذه الدول ، وترتكب حماقات تنفر الآخرين من زيارة بلادهم والاصطياف فيها ؟!
آخر ما حدث في هذا الشأن بكل أسف هو الإساءة إلى دبلوماسيين كويتيين وسعوديين ، حيث تم توقيف دبلوماسي كويتي على احد الحواجز الحزبية الأمنية التابعة لأحد الأحزاب ، ما اعتبره السفير الكويتي في بيروت عبد العال القناعي «أمرا غير لائق ولا يتماشى مع حصانته الدبلوماسية او العلاقات الدولية ، ولا حتى مع العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين الشقيقين»، واضطر السفير القناعي أن يوجه نداء إلى المواطنين الكويتيين الموجودين حاليا في لبنان ، يطالبهم فيه بمغادرة الاراضي اللبنانية على الفور ، كما تقدمت السفارة السعودية باحتجاج لوزارة الخارجية اللبنانية ، بسبب قيام عناصر تابعة لحزب الله بتفتيش إحدى سياراتها ، الأمر الذي اعتبرته السفارة «مخالفة لاتفاقية فيينا التي ترعى الاصول الدبلوماسية» .
يعرف الخليجيون أن مثل هذه السلوكيات مرفوضة تماما من كل أبناء الشعب اللبناني ، بالضبط كما يعرف اللبنانيون ما للبنان من مكانة ومعزة في قلوب كل مواطني دول الخليج ، الذين يعتبرون لبنان بلدهم الثاني ، ويعشقون قضاء إجازاتهم فيها ، بل وهناك بلدات ومناطق لبنانية تصطبغ بالصبغة الخليجية المحضة ، من كثرة وجود الخليجيين فيها .. والمأمول أن تدرك ذلك أيضا مختلف الفصائل والأحزاب والقوى السياسية جميعها ، وألا تقامر بمستقبل لبنان واقتصاده وسياحته وتنميته واستثماراته ، وأن يكف اللاعبون بالنار عن إخضاع الوطن لأهوائهم وصراعاتهم ، وأن يعلوا مصلحة بلادهم على أي اعتبار آخر !