واهم من يعتقد أن أصابع إسرائيل بعيدة عما يحدث في دول الربيع العربي ، وغيرها من دول المنطقة ، فقد أعلنت إسرائيل أمس أنها قامت باختبارات صواريخ مشتركة مع الأمريكيين شرق البحر المتوسط ، وذلك بعد أن أكدت وزارة الدفاع الروسية أن راداراً روسياً رصد «جسمين» باليستيين أُطلقا أمس من وسط البحر المتوسط .
هكذا إذن وعلى الرغم من تكرار التصريحات الإسرائيلية والأمريكية بأن إسرائيل لا علاقة لها بما يجري من تطورات على الساحة السورية ، وأنها لن تشارك في أي حرب مرتقبة ضد النظام السوري ، تظهر لنا الحقيقة كاملة وعارية !
إسرائيل ليست معزولة ، ولم تكن يوما معزولة عما يحدث في المنطقة العربية ، وما ستكشفه الأيام المقبلة أكبر بكثير مما هو ظاهر على السطح الآن ، وعلينا ألا ننسى أيضا أن الكيان الصهيوني استثمر جيدا ذلك الوضع العربي البالغ السوء خلال السنتين الماضيتين ، وما تشهده دول الربيع العربي بشكل خاص ، لكي تكرس وتعمق مشاريعها الاستيطانية ، وتواصل بكل ما تستطيع مشروعها الذي ترفض التخلي عنه لتهويد القدس ، وحرمان الفلسطينيين من أي أمل في إقامة دولة مستقلة ، وما المفاوضات الجارية حاليا بين الجانبين إلا نوع من «التنويم المغناطيسي» الذي تجيده إسرائيل باقتدار ، تماما كما نجيد نحن العرب الاستسلام لتأثيره ، والقبول بكل تداعياته !