يرتاد المواطنون والمقيمون المجمعات التجارية والأسواق ، من أجل التسوق وقضاء وقت ممتع ، بعيدا عن منغصات الحياة ومشكلات العمل ، ولذلك تكون الصدمة كبيرة جدا ، عندما تتحول هذه الأماكن إلى ميادين للشجار الذي ينقلب أحيانا إلى اشتباكات بالأيدي والأسلحة البيضاء ، وتراق دماء بريئة ، من أجل «تفاهات» وخلافات بسيطة كان ممكنا أن تحل بتفاهم طرفي الخلاف ، أو تنازل أحدهما عن الكبرياء الزائف الذي يسيطر على بعض الشباب ، ويدفعهم إلى المهالك .
وحسنا فعلت وزارة الداخلية بإعطائها القضية الأخيرة التي راح ضحيتها أحد الشباب ما تستحقه من اهتمام ، فعقدت اجتماعا عاجلا على أعلى مستوى من القيادات الأمنية ، وإصرارها أيضا على تفعيل الخطط الأمنية لمحاصرة الشغب الذي يحدث أحيانا في المجمعات ، وتجفيف منابع العنف أصلا ، بمنع دخول أي نوع من الأسلحة أو الآلات الحادة مع الرواد فضلا عن تنبيه الوزارة مسؤولي المجمعات التجارية والأسواق إلى «ضرورة استكمال الانظمة المرئية ومعدات الأمن والسلامة ، من كاميرات مراقبة داخلية وخارجية ، ووضع أجهزة إنذار وتنبيه ووسائل اتصال فعالة وأجهزة كشف وتفتيش في البوابات» ، وكذلك «المواظبة على عمل التمارين والتدريبات اللازمة ، لرفع كفاءة وجاهزية فرق الحراسات» .
ما نعتقده أن هناك جدية تامة في التعامل مع الثغرات الأمنية التي كشف عنها الحادث الأخير ، ويحمد لوزارة الداخلية أيضا أنها اعترفت بوجود مثل هذه الثغرات ، ولم تحاول «تجميل» الوضع أو الادعاء بأن «كل شيء تمام» ، فالإقرار بوجود مشكلة هو أول الطريق لعلاجها .