التأم شمل ممثلي السلطتين التشريعية والتنفيذية مساء أمس ، في اللقاء الذي أصبح عادة سنوية تسبق بداية أدوار الانعقاد ، وهي سنة حسنة سنها رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي ، بهدف أن تمهد الأرضية لترطيب الأجواء ، وتصفية النفوس واستهلال عام برلماني جديد ، يسوده عمل جاد ومخلص من أجل الكويت .
وإذ نسطر هذه الزاوية قبل بداية اللقاء الذي استضافه ديوان رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ، فإن ما يعنينا أكثر من التصريحات والأحاديث التي يدلي بها عادة الوزراء والنواب ، في مثل تلك اللقاءات هو مدى جاهزية أعضاء السلطتين لكي يتجاوزوا ما قد يكون بينهم من خلافات ، ليدشنوا مرحلة جديدة ينظر فيها الجميع إلى مصلحة الوطن ، ويتسامون عن كل ما عداها من مصالح وأغراض .
لقد ملّ المواطنون تلك «الأسطوانة المشروخة» المسماة ب «التأزيم» ، والتي بات الجميع يعلقون عليها أسباب تراجع التنمية وتدهور الخدمات ، وكأن هذا التأزيم هو «صناعة أجنبية» ، ولسنا نحن صانعيه وأطرافه المسؤولين عنه ، والمطالبين بإزالة أسبابه والتخفيف من حدته ، وتجاوز العوامل المؤدية إليه .
بعد يومين يبدأ دور الانعقاد الجديد ، ولن يجد أحد عذرا للمجلس والحكومة إن قصرا في إنجاز ما هو مأمول للكويت ، وكما يقال في الأمثال «هذا الميدان ياحميدان» ، فأرونا همتكم ، وأثبتوا لنا أنكم جديرون بتمثيل الشعب الكويتي تحت القبة .