لم يكن يليق بوزارة الصحة أن تتأخر في الإعلان عن اكتشاف أول إصابة لمواطن بفيروس كورونا، وتترك المواطنين يضربون أخماسا في أسداس، وهم يقرؤون ويسمعون أخبارا تنشرها بعض الصحف والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، حول هذا الموضوع، دون أن يتمكنوا من التثبت مما إذا كان الخبر صحيحا أم غير صحيح، خصوصا أن هذا التأخر لا معنى له وليس له أي مبرر، فنحن أمام فيروس يتخطى الحواجز ويخترق الحجب ويعبر البلدان، وكان واضحا منذ فترة أنه يزحف باتجاه الكويت، متجاوزا دولا شقيقة مجاورة كالسعودية وسلطنة عمان، بعدما ترك بصمته فيها.
يزيد من غرابة الأمر أن المريض الذي أعلنت وزارة الصحة عن إصابته بفيروس كورونا، أدخل الى مستشفى العدان يوم السابع من الشهر الجاري، أي أن مدة طويلة مضت منذ معرفة الوزارة بالأمر، وكان المنطق والطبيعي جدا أن تعلن على الفور عن اكتشافها للإصابة، فلسنا أمام «سر عسكري» حتى يتم إخفاؤه، بل إن في الإعلان عنه فائدة للجميع، ففضلا عن أنه يؤكد تعامل الوزارة بشفافية ويعزز مصداقيتها لدى الرأي العام، فإنه أيضا يساعد المؤسسات المعنية الأخرى على اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من المرض، لاسيما على مستوى مدارس التعليم العام والجامعات وسائر مؤسسات التعليم العالي، وباعتقادنا أنه ليس هناك دولة في العالم تتأخر في الإعلان عن مرض كهذا، باتت مكافحته مسؤولية «كونية»، وليست فقط محلية!