عواصم - «وكالات» : يحبس العالم شرقا وغربا أنفاسه ، انتظارا لما ستسفر عنه نتائج القمة التاريخية المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون ، والتي تعقد اليوم الثلاثاء في سنغافورة ، وسط ترقب دولي بأن تغير مخرجاتها الوضع الامني في منطقة شرق آسيا تغييرا جذريا.
ويجمع المراقبون على ان نجاح هذه القمة من شأنه ان يحد من المخاطر الامنية التي تحيط بشبه الجزيرة الكورية ، لاسيما وان الوجود العسكري الامريكي في شرق آسيا لطالما كان «مثارا للجدل».
واذا ما افضت القمة الى اعلان نهاية رسمية للحرب الكورية ، التي اندلعت في الفترة من عام 1950 الى عام 1953 ، فإن ذلك سوف يقلص من نطاق الحرب الباردة ، ويحد من دائرة
التحالف مع الولايات المتحدة التي تنشر نحو 28500 جندي في كوريا الجنوبية.
وقد يقترح الرئيس ترامب خفض عدد الجنود الامريكيين المتمركزين في المنطقة ، مقابل «وعد واضح» من الرئيس كيم بالتخلي عن الاسلحة النووية ، مع الاخذ بالاعتبار انسحاب القوات الامريكية على المديين المتوسط او الطويل.
ومن المتوقع ان يكون لهذا التغيير الكبير تأثير هائل ، على امن منطقة شرق آسيا والتي تضم اليابان والكوريتين والصين .
وكان الرئيس ترامب قد قال في وقت سابق ان سيؤول قادرة على تحمل مسؤولية الدفاع عن نفسها ، ويتعين تخفيض عدد الجنود الامريكيين المنتشرين هناك.
ويجمع المراقبون السياسيون على ان المصالحة في شبه الجزيرة الكورية ، ستثمر عن تغير رئيسي في السياسة الامنية لليابان ، والتي تعتمد على سياسة الردع الامريكية وعلى المظلة النووية ، امام تهديدات كوريا الشمالية والتحديات الاقليمية الاخرى.
وينتشر في اليابان نحو 50 ألف جندي امريكي ، تعتبر طوكيو وجودهم اساسيا في حفظ امنها وامن واستقرار الدول المطلة على المحيط الهادئ.
ومن المتوقع ان يثير قرار خفض اعداد الجنود الامريكيين في اليابان او انسحابها منها ، مسألة جوهرية بشأن اهمية تسلح اليابان بأسلحة نووية في المستقبل والميزانية اللازمة لذلك.
واعلن الرئيس ترامب في الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة لن تقدم دعما ماليا اساسيا لكوريا الشمالية ، وبدلا من ذلك فسوف تقوم اليابان والصين وكوريا الجنوبية بتقديم الدعم الاقتصادي اللازم لبيونغ يانغ ، في حال نجاح القمة بين الزعيمين الامريكي والكوري الشمالي.
وعلى الرغم من اعلان سيؤول وبكين استعدادهما لتقديم الدعم اللازم لكوريا الشمالية ، الا ان هناك فروقا بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في آلية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. ففيما تصر واشنطن على البدء في عملية نزع السلاح النووي واكمالها ، ترى بيونغ يانغ ان يتم ذلك على مراحل وبتدابير متزامنة.