صنعاء – «وكالات»: قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون جراء انفجار خمس عبوات ناسفة وسط العاصمة اليمنية صنعاء بعد فجر الثلاثاء، وقال مراسلون إن العبوات وضعت في مكبات للنفيات في محيط منزل رئيس تحرير صحيفة البلاغ المقربة من جماعة الحوثي، وإنها انفجرت جميعا في غضون دقائق.
وقال المراسلون إن الانفجارات تبعث على القلق كونها المرة الأولى التي يتم فيها استهداف وسط العاصمة والأحياء السكنية بمثل هذه العبوات، وكونها تحدث في منطقة تعتبر في عمق تواجد الحوثيين، مما يبعث على تساؤلات حول قدرتهم على السيطرة على الأوضاع الأمنية في العاصمة والمدن الأخرى التي يسيطرون عليها.
بدورها، نقلت وكالة الأناضول عن مصدر أمني يمني أن شخصا قتل وأصيب اثنان آخران جراء انفجار خمس عبوات ناسفة في أحياء قريبة من صنعاء القديمة وسط العاصمة.
وأفاد المصدر الأمني أن عناصر -وصفها- بالإرهابية زرعت العبوات الناسفة قرب منازل مواطنين دون أن يحددهم، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات.
من جهتها، قالت وسائل إعلام محلية إن إحدى القنابل الخمس انفجرت في صنعاء القديمة وسط العاصمة، وإنها أوقعت ثلاثة جرحى على الأقل، بينما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من حي التحرير والأحياء المجاورة، ولم تعرف أماكن التفجيرات الأخرى.
ونقلت عن شهود عيان قولهم إنهم شاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من أحد الأحياء القريبة من محيط جامعة صنعاء بعد الانفجار الأول، قبل أن يسمع دوي الانفجارات الأخرى بشكل متتالٍ بفوارق زمنية لا تتجاوز بضع دقائق.
وأكدت أن أحد الانفجارات وقع في بستان السلطان القريب من البنك المركزي، واستهدف منزل عبد الله إبراهيم الوزير، رئيس تحرير صحيفة البلاغ المقربة من الحوثيين.
وسبق أن انفجرت مؤخرا العديد من العبوات الناسفة في صنعاء، معظمها استهدف نقاط تفتيش ومنازل تابعة للحوثيين، خلفت قتلى وجرحى، وتبنى معظمها تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة في اليمن.
وعلى صعيد ميداني منفصل تعرضت شبكة الاتصالات الأرضية والخلوية في اليمن لعملية تخريبية تسببت في انقطاع الخدمة مدة ساعتين.
وأوضح مصدر مسؤول بالمؤسسة اليمنية للاتصالات في تصريح امس أن شبكة الاتصالات توقفت مدة ساعتين قبل أن تعود إلى الخدمة مجددا بعد أن تعرضت كابلات الألياف الضوئية في محافظات عمران ، إب ، وذمار ، لعملية تخريبية ، مشيراً إلى أن الفرق الفنية تمكنت من إصلاح الأضرار في الكابلات.
واعتداءات الامس تأتي غداة تأكيد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن سير عملية التغيير السياسي في اليمن بكل شروطها وبنودها مدعوم من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ولا يستطيع أحد عرقلته.
وقال هادي لدى لقائه عددًا من ممثلي المحافظات الجنوبية في البرلمان اليمني "إن المجتمع الدولي وفي المقدمة الدول الخمس الدائمة العضوية ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي قد ساعدوا اليمن على ألا يذهب إلى الحرب الأهلية من أجل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، نظرًا إلى الأهمية الجغرافية التي يتمتع بها في هذا الجزء الحساس من المنطقة".
وشدد على أن الطريق السوي للخروج الآمن من المحن والأزمات هو التمسك بمخرجات الحوار الوطني وتنفيذ بنوده، وكذلك الالتزام بتنفيذ وثيقة السلم والشراكة الوطنية وبما يضمن المضي إلى الأمام وتحقيق النجاحات المطلوبة، مشيرًا إلى أن اليمنيين متساوون في الحقوق والواجبات، مؤكدا أنه لا يستطيع أحد أن يعيد عجلة التغيير إلى الوراء.
وقال "إن مسودة الدستور الجديد ماثلة الآن للمراجعة، وخلال أيام ستكون جاهزة، ونحن في الطريق إلى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وفقا لمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبعد ذلك سيتم الاستفتاء على الدستور وصولًا إلى الانتخابات البرلمانية في العاصمة الاتحادية والأقاليم".. مضيفًا أن تركيبة الأقاليم وطبيعتها لم تكن عملية ارتجالية، بل كانت نتيجة دراسات ركزت على المصلحة العامة والعليا للوطن تحت مظلة الوحدة اليمنية.