غطت أنباء غياب الناخبين عن انتخابات المجلس البلدي التي جرت أمس الأول"السبت" على نتائج هذه الانتخابات ، إلى حد أن معظم الصحف المحلية الصادرة أمس لم تحفل كثيرا بإبراز أسماء الفائزين ، مكتفية بالتركيز على ظاهرة ضعف الإقبال التي بدت واضحة تماما ، وشهدت تراجعا غير مسبوق في أي استحقاق مماثل ، وظهرت صناديق الاقتراع خاوية أو شبه خاوية .
وعلى الرغم من بعض المبررات التي سيقت لتفسير عزوف الناخب الكويتي عن المشاركة في انتخابات "البلدي" ، والتي من بينها أنه لم يتم تسليط الأضواء إعلاميا على هذه الانتخابات بشكل كاف ، كما يحدث مع انتخابات مجلس الأمة ، أو لكون يوم السبت عطلة يفضل الكثيرون قضاءها في البر أو الشاليهات ، فإن كل ذلك لم يشف غليل أحد ، فقد جرت انتخابات برلمانية عديدة خلال سنوات سابقة ، في أيام العطلات الأسبوعية ، وكانت نسبة المشاركة فيها مرتفعة إلى حد كبير .. أما مسألة عدم تركيز الأضواء إعلاميا على انتخبات "البلدي" فربما تكون صحيحة ، وإن لم تكن كافية لتفسير هذا التراجع في الإقبال على التصويت ، والذي قارب حد "المقاطعة" .
تظل الظاهرة إذن بحاجة إلى دراسة متأنية ومستفيضة ، لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء إعراض القطاع الأكبر من الناخبين عن استخدام حقهم الدستوري في المشاركة الانتخابية ، لاختيار أعضاء المجلس البلدي الجديد ، برغم التحسن النسبي في معدلات المشاركة بالانتخابات البرلمانية الأخيرة .. وفي ضوء تلك الدراسة المأمولة يمكننا استخلاص النتائج التي يمكن أن تفيدنا في تصويب المسار الديمقراطي بشكل عام .