نستبشر خيرا بما أعلنه وزير المالية أنس الصالح أمس، حين توقع أن يبدأ الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة عمله، خلال النصف الثاني من العام الحالي، برأس ماله قدره مليارا دينار، وتأكيده أن تلك المشروعات مهمة جدا، وأن الحكومة ترعاها لاستقطاب مخرجات التعليم من الشباب الكويتي، وتحويل الأفكار والمبادرات لديهم إلى أفكار عملية.
فقد ظللنا سنوات طويلة نتحدث عن دعم الشباب وتشجيعهم على شق طريقهم بعيدا عن أسر «القفص الذهبي» للحكومة، وإغراء الوظيفة «المضمونة»، حسب الفهم الشائع لدى الكثيرين، والذي يريح الإنسان، ويوفر عليه عناء البحث عن عمل في القطاع الخاص، أو محاولة تكوين مشروع صناعي أو تجاري خاص بالخريج، يخوض من خلاله مغامرة إثبات الذات، ويسهم أيضا في تخفيف العبء على موازنة بلاده، والأهم من ذلك أنه يصبح مشاركا فعليا في العملية التنموية، بدلا من أن يكون هو نفسه حملا ثقيلا عليها، ومجرد رقم في مسلسل طويل من «العمالة الزائدة»، أو «البطالة المقنعة».
يزيدنا تفاؤلا بهذا التوجه، ما قاله الوزير الصالح من أن صندوق المشروعات الصغيرة هو «جزء من الخطة الاساسية التي تنسحب فيها الحكومة من قيادة الاقتصاد، وتترك للقطاع الخاص النمو ومساعدة الدولة في استيعاب مخرجات التعليم خلال السنوات المقبلة»، فذلك هو أحد الطموحات التي نأمل تحقيقها منذ زمن طويل، ويبدو أنه قد آن الأوان لها لكي ترى النور على أيدي الجادين من المسؤولين، ومن شبابنا الطامحين أيضا .