لو تأملنا التجربة الكويتية في إحياء قيمة «الحوار»، بكل ما لهذا اللفظ من دلالات وإيحاءات، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، لرأينا أنها تجربة تستحق التقدير بالفعل، وتشكل نموذجا رائدا للاحتفاء اللازم بهذه القيمة الكبرى في حياة البشرية .
ضمن هذا الإطار يأتي انعقاد الملتقى الاعلامي العربي في دورته الثانية عشرة، - وبتعبير وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح – «تأكيدا لضرورة التعاون بين المسؤولين وقطاعات الشباب، والعمل على ترسيخ مفهوم الحوار البناء في الأنشطة كافة، والتعاملات الحياتية اليومية»، كما يأتي أيضا ترجمة لمدى إيمان القيادة السياسية العليا للبلاد «بأهمية هذا الحوار الشبابي، ودوره في عمليات التنمية والاستقرار المجتمعي» .
إن الكويت التي ارتضت الديمقراطية منهجا للحكم، قد ارتضتها أيضا منهجا للحياة، حتى داخل الأسرة الصغيرة لكل فرد منا، وفي المدرسة والجامعة والعمل والديوانية .. ولا جدال في أن أبرز معالم هذا المنهج هو الحوار المتصل والدائم بين كل أطياف المجتمع .
وإذا ركزنا النظر بشكل خاص على قضية الحوار مع الشباب، فإننا نستطيع أن نقرر بأمانة وموضوعية، أن وزارتي الإعلام والشباب قد قطعتا شوطا كبيرا ومهما في هذا المجال .. صحيح أننا لم نصل فيه إلى الدرجة التي نبتغيها، لكن الصحيح أيضا أننا في حالة نشاط وحراك دائمين، وأن التفاعل من قبل الشباب مع ضرورة تفعيل قيمة الحوار، هو تفاعل جيد ومشهود .. وما نأمله أن يشمل هذا الحوار كل شبابنا، وأن يطرق مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية، من دون عقد أو حساسيات، فذلك وحده ما يرسخ الأمن النفسي للمجتمع كله .