عواصم – وكالات : أفاد مراسلون من إدلب بأن قوات المعارضة السورية المسلحة أعلنت امس سيطرتها على كامل مدينة جسر الشغور الإستراتيجية بريف إدلب، وقتلت العديد من قوات النظام، في حين قال التلفزيون السوري إن القوات تعيد انتشارها في المنطقة.
وأوضح المراسلون أن هذه السيطرة جاءت بعد هجوم واسع شنته عدة فصائل من المعارضة بالتزامن على نقاط النظام حول مدينة جسر الشغور وسيطرت عليها، ودخلت أرتالها العسكرية إلى وسط المدينة.
وأشار مراسلون إلى أن عددا من جنود النظام السوري قتلوا في هجوم شنته قوات المعارضة على رتل عسكري تابع له في منطقة سهل الغاب بالقرب من جسر الشغور.
وأوضح مراسلون أن هذا الهجوم تم بعد انسحاب جيش النظام من مدينة جسر الشغور التي وقعت تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
وأكد مراسلون أن الاشتباكات مقتصرة على محيط المشفى الوطني الذي يتحصن فيه جنود النظام، مشيرا إلى مفاوضات تجري حاليا لانسحاب الجنود من المنطقة لتصبح جسر الشغور بالكامل تحت سيطرة المعارضة.
من جانبه ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان 60 عنصرا من قوات النظام السوري قتلوا في معارك مدينة جسر.
وقال المرصد في بيان صحفي انه شوهدت ما لا يقل عن 60 جثة لعناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم ضباط ممن قتلوا خلال سيطرة مقاتلي المعارضة السورية على المدينة.
واضاف ان الاشتباكات لا تزال مستمرة مع بعض جيوب قوات النظام والمسلحين الموالين لها في جنوب غرب مدينة جسر الشغور.
وبثت المعارضة السورية المسلحة شريط فيديو يظهر ما قالت إنه تفجير لمستودع ذخيرة تابع لقوات النظام في حاجز القاهرة بمنطقة سهل الغاب إثر استهدافه بالمدفعية الثقيلة.
وشاركت في المعركة -التي أعلنتها المعارضة قبل أيام تحت مسمى «معركة النصر»- فصائل أحرار الشام وجيش الإسلام وجبهة النصرة وجبهة أنصار الدين وألوية الفرقان.
أما التلفزيون الرسمي فقال في خبر عاجل نقلا عن مصدر عسكري إن وحدات من القوات السورية تعيد انتشارها في محيط جسر الشغور تجنبا لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين.
وأشار المصدر إلى أن المسلحين «تدفقوا من تركيا» للمشاركة في معركة جسر الشغور.
وأضاف أن القوات السورية تعزز مواقعها الدفاعية وتوجه ضربات مركزة على تجمعات لمن وصفهم بالإرهابيين وخطوط إمدادهم في جسر الشغور.
وخسر النظام في الأسابيع الماضية العديد من مواقعه، أبرزها: مدينة إدلب، ومعبر نصيب الحدودي في الجنوب.
وكانت مدينة جسر الشغور انضمت في وقت مبكر إلى المدن والقرى التي انتفضت ضد النظام في سوريا، وتكتسب المدينة أهميتها بسبب موقعها الواصل بين ثلاث محافظات رئيسية في سوريا هي: إدلب وحلب واللاذقية.
وتشكل المدينة نقطة إمداد أساسية لقوات النظام السوري المتبقية في ريف إدلب، وخاصة في معسكرات القرميد والمسطومة التي تحاصرها المعارضة.
سياسيا قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد امس أن أي عملية سياسية لحل الازمة في بلاده تستبعد مشاركة «اصدقاء سوريا لن تكون صادقة» داعيا المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا الى التحضير «المدروس» للقاء جنيف المقبل.
واعتبر المقداد ان اول ما يحتاجه لقاء جنيف الذي أعلن عنه المبعوث الدولي دي ميستورا بخصوص حل الازمة في سوريا «هو مشاركة كل الجهات الدولية والاقليمية ذات الجهود الخيرة تجاه معاناة الشعب السوري». ودعا الى الأخذ بنتائج لقاءي موسكو التشاوريين بين تيارات معارضة ووفد الحكومة السورية واعتبارهما بمثابة خريطة طريق يتم البناء عليها وعلى ما اتفق عليه المشاركون فيهما.
وقال ان «أي عملية سياسية بخصوص الازمة السورية تستبعد اصدقاء سوريا مثل ايران لن تكون عملية صادقة بادعاء الحرص على سوريا والسوريين كما ان أي عملية ترمي لالغاء مسارات موسكو او التشويش على ما حققته وانجزته لن تكون عملية محمودة العواقب».
واضاف ان «وضع الخبرة التي امتلكها الروس والعزيمة والارادة اللتين عبرت عنهما النتائج الايجابية للقاءات موسكو في قلب عملية التحضير والاعداد لجنيف شرط اساسي لناجح المساعي السياسية».
واشار المقداد الى ان «المعيار السابق سيكون بمثابة اختبار النوايا الاقليمية التي على دي ميستورا التزود بها قبل المخاطرة بمؤتمر يحصد الفشل ويكون وبالا وخرابا على كل جهود لاحقة تحت عنوان الحل السياسي حيث الفشل ممنوع هذه المرة». ودعا دي ميستورا الى التحضير المدروس والحصول على موافقة الدول المعنية بتنفيذ الالتزامات التي تلقيها عليها القرارات الاممية والتي اتفق المشاركون في حوارات موسكو على اعتبارها مسؤولية دولية يجب ان تسبق متابعة السعي للحل السياسي.
وقال المقداد «عندما يحمل المبعوث الاممي ورقة مبادئ موسكو الى العواصم المعنية والى الاطراف التي سيلتقيها ممن يحملون عناوين معارضة ورفضوا المشاركة في اللقاءات التشاورية في موسكو سيتمكن من معرفة نسبة النجاح والفشل التي تنتظر اي تفكير بمسار للحل السياسي».
واكد المقداد انه «من دون اعتبار الارهاب الخطر الرئيسي الذي يهدد السوريين وان الحرب على الارهاب هي المهمة المشتركة للمتحاورين واعتبار الجيش السوري العمود الفقري لهذه الحرب والوقوف خلفه لن تكون هناك فرص لمسار سياسي يحصد نجاحا مأمولا»
ولفت المقداد الى ان «فشل (جنيف 2) بنسختيه الاولى والثانية ومن ثم تعقيد مساعي دي ميستورا الخاصة بتجميد القتال في حلب يكشف الدور الخارجي الذي يقف عقبة امام تسهيل التوصل لحل سياسي في سوريا».
وابدى المقداد رغبة واستعداد سوريا للمشاركة بإيجابية واهتمام وحرص في جميع اللقاءات التي تساعد في الوصول الى تفاهمات تقرب الطريق نحو الحل السياسي «لكن دون اوهام او مساومة على الحقائق».
وذكر ان «سوريا تحتاج الى حل سياسي لكنها لن تذهب لحل باي ثمن يضيع معه القرار السوري المستقل او يعرض وحدة سوريا للأذى او تصاب به مصادر القوة السورية لحساب اسرائيل».