انخفضت نسبة الحفلات الفنية في العامين الأخيرين في شكل واضح، نتيجة الأوضاع الأمنية المتأزمة في الوطن العربي أجمع. ومع هذا فإن القيمين على الكثير من المهرجانات أصروا على مواصلة المشوار، لنشر لغة السلام والفرح والأمل بدلًا من الحرب والعنف والويلات.
ولكن في مقابل النجاح الذي حصدته حفلات كثيرة، جماهيريًا أو على صعيد التغطية الإعلامية، أدلت فنانات بمواقف سياسية انعكست سلبًا على حفلاتهن وحتى على مسيرتهن الفنية.
ماجدة الرومي والهجوم الشرس عليها
أثارت تعليقات الفنانة القديرة ماجدة الرومي التي أطلقتها ضمن حفلتها في مهرجان صيف البحرين 2013 موجة من الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسخط معارضي الحكومة في المملكة، بعدما قالت: «جئنا نحييكم شعبًا وقيادة ونشد أيدينا على أيديكم، أنتم السالكين دروب النور، المتصدين للعتمة وجيوش الظلام».
تصريحات الرومي طغت على نجاح الحفلة، فباتت حديث الساحة ومصدر إنتقاد من كثر، لكنها عادت وأوضحت ما كانت تقصده، خلال الحفلة التي أحيتها في لبنان في منطقة البترون تحديدًا، مؤكدة أنها تتبع في الحياة مقولة «كل أمة تنقسم على ذاتها تخرب».
إليسا وكلام سياسي غير منطقي
وجدت إليسا نفسها في موقف محرج جدًّا، بعد موجة غضب طاولتها من الناس ومن وسائل إعلام إثر الكلمة التي ألقتها خلال حفلتها في العاصمة اللبنانية ضمن مهرجان «أعياد بيروت».
بدأت الفنانة اللبنانية حفلتها بالنشيد الوطني ومن ثم غنت أغنية «وطني» لترجب بالحضور قائلة: «عادة ما ببلش حفلاتي بالنشيد الوطني، بس نظرًا لـ يللي صار من يومين «إنفجار الرويس». ما استنكرت بيني وبين حالي وما تأسفت لأني اعتبرت انو يللي صار معن عم يصير معنا، وهني أهلنا لبنانيًّا وإنسانيًّا. ونحنَ مقاومة ومفروض كل إنسان منا يقاوم ويشتغل ضمن إختصاصو وشغلتي ازرع الفرح على وجوهكن، وبتمنى يللي لازم يستنكروا يستنكروا ويساعدونا لأنو نحن طفح الكيل عنا».
اعتبرت كلمة إلىسا هذه في غير مكانها وغير لائقة في ظل الظروف التي يمرّ بها لبنان، ولو أنها لم تقصد منها سوءًا، إذ أكد كثر أنها كانت تتكلم من منطلق توجهها السياسي. وطبعًا هذه الكلمة ستؤثر في مسيرتها، مع العلم أنها أحيت حفلة ناجحة منذ أيام قليلة ضمن مهرجان كازابلانكا في المغرب.
وأطلت ميريام فارس في المغرب أيضًا، وأثارت الإعجاب ليس بفضل أدائها على المسرح فحسب، إنما بالـ Jumpsuit التي ارتدتها من تصميم اللبناني رامي القاض، والتي خطفت كل الأضواء.
شيرين توضح حقيقة طردها عن المسرح
لم تكن الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب بعيدة عن مشكلات السياسة وتداعياتها، إذ اضطرت إلى توضيح حقيقة ما حدث خلال الحفلة التي أحيتها في مهرجان تطوان في المغرب، من خلال بيان صحافي صدر عن مكتبها الإعلامي، بعدما تناقلت الصحف أخبارًا عن طردها من المسرح ومغادرتها الحفلة بعد هتاف الجمهور ضدها بمجرد توجيهها تحية إلى وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسى بصوت مرتفع «يحيا السيسي»، وهو ما لقي استنكار الجمهور الذي رد عليها بالصفير والاحتجاج على اعتبار أن تحيتها تُعَدُّ عنصرية وتحرض على العنف.
وورد في بيانها ما يلي: «أقامت الفنانة شيرين حفلة ناجحة في مدينة تطوان ضمن فعاليات مهرجان أصوات نسائية، وأدت وصلتها الغنائية كاملة ومدتها 80 دقيقة، ولم تتعرض لأي مشاكل خلال الحفلة، وكل ما قيل عن مشاكل هو أكاذيب من بعض أصحاب العقول المريضة وكل ما نُشر من أخبار مغلوطة هو مجرد إشاعات».
أعياد بيروت الأكثر نجاحًا
من جانب آخر، أحسن عدد من الفنانين الاختيار عندما قرروا الاكتفاء بالغناء وعدم الإدلاء بالتصريحات السياسية، ومنهم الفنان وائل كفوري، إذ عُدَّت حفلته في «أسواق بيروت» من الأنجح، وحضرها نجوم كثر. وهذه كانت حال نانسي عجرم، فضلًا عن الفنان السوري الكبير صباح فنري والفنان اللبناني المبدع زياد الرحباني.
كاظم في إهدن وعاصي يعتذر
وتكلل مهرجان «إهدنيات» أيضًا بالنجاح وخصوصًا في الحفلتين اللتين أحياهما قيصر الغناء كاظم الساهر، إذ امتلأت المدرجات بالناس الذين غنوا معه طوال ساعتين.
إلى ذلك، اعتذر الفنان عاصي الحلاني عن تقديم حفلة في مهرجان بعلبك، بعد نقله إلى بيروت بسبب الأوضاع الأمنية، وكان خياره صائبًا جدًّا، إذ إن الأساس في هذا المهرجان هو المكان العريق الذي يقام على أرضه. لكن الفنان مارسيل خليفة تمكن من تقديم حفلة ناجحة ضمن المهرجان، خصوصًا أنه مقل بحفلاته والناس ينتظرون لقاءه بشغف.
أسماء لبنانية تلمع في جرش
أما في الأردن فقد استقطب مهرجان «جرش»، كعادته، ألمع الأسماء خصوصًا من اللبنانيين. وقُدِّر الحضور بالآلاف. البداية كانت مع قيصر الغناء كاظم الساهر، لتليه كل من نجوى كرم ونانسي عجرم، وكارول سماحة أيضًا وفارس الغناء العربي عاصي الحلاني.
الأوضاع الأمنية تؤثر في مهرجان قرطاج
افتتحت ماجدة الرومي مهرجان قرطاج بالنشيد الوطني التونسي وسط تفاعل كبير من الحاضرين، قبل أن تنتقل إلى الأغاني الرومانسية واختتمت السهرة بأغنية وطنية.
أيضًا كان لكاظم الساهر حضور لافت في المهرجان إلى جانب خريجة «The Voice» يسرى محنوش، فضلًا عن الشاب خالد والفنان الإماراتي حسين الجسمي الذي قيل إنه لم يكن راضيًا بتاتًا عن الحفلة، بسبب نسبة الحضور التي لم تكن على قدر التوقعات، وهذا عائد على الأرجح إلى تخوف الناس من الحال الأمنية التي تشهدها تونس، خصوصًا بعد اغتيال المعارض محمد البراهمي.