الاراضي المحتلة – «وكالات»: تواصلت صباح الامس اقتحامات مجموعات المستوطنين وعناصر من الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال الإسرائيلي لمرافق المسجد الأقصى المبارك وسط حالة من التوتر الشديد وتواجد المصلين وطلبة مدارس القدس وحلقات العلم.
وقال شهود عيان من المتواجدين في ساحات الأقصى إن شرطيا إسرائيليا اعتدى على أحد حراس المسجد لدى محاولته منع أحد المتطرفين أداء طقوس تلمودية في باحات المسجد المبارك.
من جهة أخرى فرضت شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات المسجد الأقصى الرئيسية إجراءات وقيود مشددة على دخول الشبان إلى المسجد واحتجزت بطاقات عدد كبير منهم لحين خروجهم من المسجد.
وعلى صعيد منفصل شل الإضراب العام امس المدارس الحكومية في الضفة الغربية المحتلة إستجابة للإضراب الشامل الذي دعت إليه الأمانة العامة لاتحاد المعلمين لمدة ثلاثة ايام».
وقال الأمين العام لاتحاد المعلمين الفلسطينيين أحمد سحويل في بيان صحافي صدر امس إن الاتحاد قرر الدخول في إضراب من السبت حتى الثلاثاء ومن الممكن أن تستمر الفعاليات الاحتجاجية اذا لم تتم الاستجابة لمطالب المعلمين من قبل الحكومة الفلسطينية.
وأوضحت الأمانة العامة أن الإضراب المفتوح الذي أعلنت عنه ابتداء من يوم امس الاحد لا يستثني طلبة الثانوية العامة مشددة على أنها ستعتمد برنامج تعويض لأيام الإضراب بعد تحقيق مطالبها.
يذكر أن الاتحاد العام للمعلمين في فلسطين قرر اللجوء للإضراب الشامل لعدم إستجابة الحكومة الفلسطينية لعدة مطالب تتعلق ببند الرواتب والعلاوات.
وعلى صعيد آخر اشتبك المئات من البدو وأنصارهم مع القوات الإسرائيلية يوم السبت في احتجاجات على خطة الحكومة الرامية لإخراج 40 ألف بدوي يعيشون في منطقة النقب بجنوب إسرائيل من قراهم بالقوة.
ولم تثر الخطة غضب البدو وحدهم بل دفعت الكثير من شبان عرب إسرائيل إلى ربطها بالاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية والضفة الغربية ومن ثم بدت مطالباتهم تركز بشكل أكبر على إقامة دولة فلسطينية.
وأصاب الشلل قلب مدينة حيفا المطلة على البحر المتوسط بشمال إسرائيل إثر نشوب مصادمات بين المئات من عرب إسرائيل وعشرات الأفراد من قوات الأمن.
وأطلقت الشرطة قنابل الصوت ومدافع المياه على الشبان الذين قطعوا طريقا رئيسيا وهتفوا قائلين «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين.»
وتظاهر أكثر من ألف شخص في أكبر تجمع للمحتجين ببلدة حورة في صحراء النقب الإسرائيلية. وألقى المتظاهرون الحجارة على الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ومدافع المياه.
وقال شهود عيان إن عددا من المتظاهرين أصيبوا في الاشتباكات. وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إنها ألقت القبض على 28 شخصا على الأقل في حيفا وحورة فيما خضع نحو 15 ضابطا مصابا للعلاج.
ومن المقرر أن يجري الكنيست الإسرائيلي قبل نهاية العام تصويتا نهائيا على مشروع القانون الذي يطلق عليه قانون برافر والذي يقضي بنقل 40 ألف بدوي من عدة قرى «غير معترف بها» لدى السلطات الإسرائيلية إلى سبع بلدات بالقوة.
ويقول البدو وغيرهم من عرب إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة إن الخطة تعد عملية استيلاء على أراض ينتفع منها اليهود على حسابهم وتشير إلى عدم إحراز تقدم في أحدث جولة من محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بدعم من الولايات المتحدة.
وقالت حنين زعبي العضوة العربية في الكنيست الإسرائيلي لرويترز في احتجاج حيفا «كنا هنا قبل «إقامة» إسرائيل. ما يفعلونه في النقب هو ما فعلوه بنا طوال الوقت.»
وأضافت «ربما ينال «مشروع القانون» الموافقة في التصويت ولكن الشباب هنا وفي النقب سيقاومون بكل الوسائل الديمقراطية الممكنة وسيوقفونهم.»
وجرت مظاهرات اخرى قرب مدينة القدس الشرقية العربية القديمة وفي بلدة عربية اخرى في وسط إسرائيل وفي منطقة متاخمة لمستوطنة يهودية في الضفة الغربية حيث استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
وندد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالاحتجاجات. وقال إن «المحاولات التي تقوم بها اقلية تنتهج العنف والصخب لحرمان عدد كبير من السكان من مستقبل افضل هي محاولات خطيرة. سنواصل تعزيز هذا القانون من اجل المستقبل الافضل الذي سينعم به كل مواطني النقب.»
وتقول إسرائيل انها ستعوض الكثير من البدو بأراض وأموال «وستنقلهم للقرن الحادي والعشرين» من خلال تحسين مستويات معيشتهم بشكل كبير.
ويعيش غالبية مواطني عرب إسرائيل وعددهم 1.6 مليون شخص في مدن وبلدات صغيرة في الشمال والوسط.
لكن 200 الف من البدو يعيشون في الصحراء الجنوبية نصفهم في بلدات اقامتها الحكومة والنصف الاخر في 42 قرية عشوائية بدون مياه صالحة للشرب أو كهرباء او صرف صحي. وتقول جماعات الحقوق المدنية ان على الحكومة تطوير هذه القرى بدلا من البلدات التي يتم اجبار البدو على الانتقال اليها.
وأدانت الوكالة الحكومية المسؤولة عن خطة اعادة توطين البدو هذه الاحتجاجات.
وقالت في بيان «المتطرفون والكثير منهم ليسوا من البدو اختاروا تحويل النقاش المفتوح عن قضية اجتماعية وانسانية محضة إلى مواجهة وربطوها زيفا بالقضية الفلسطينية.»
وأضافت «بدو النقب باعتبارهم مواطنين على قدم المساواة يستحقون سكنا ملائما وخدمات عامة ومستقبل افضل لابنائهم.»
لكن مدحت دياب وهو ناشط عربي شاب من بلدة خارج حيفا قال إن قضية البدو والقضية الفلسطينية مرتبطتان.
وأضاف دياب الذي كان يرتدي الوشاح الفلسطيني التقليدي «بطاقة هويتنا تقول اننا اسرائيليون لكن هويتنا فلسطينية..يرى جيلي انه لا عدالة ولا مساواة للعرب. يستولون فقط على المزيد والمزيد من ارضنا.»