احتفلت مجلة «العربي» الكويتية التي يعتبرها بعض المثقفين سفيرة القومية العربية أمس بالذكرى الـ 55 لانطلاقة مجلة كويتية الاصدار عربية الطابع مثلت اللسان الناطق لهموم الشارع العربي والمشعل الذي ينير لهم طرق العلم والثقافة و المعرفة.
و جاءت «العربي» لتشكل ملتقى فكريا لأبناء الامة العربية يتشاركون من خلاله وجهات النظر حول القضايا التي تؤرق امتهم و يشدون من خلال كتابتهم أزر بعضهم بعضا في سبيل مكافحة عدوهم الاول اسرائيل والمستعمر بشتى جنسياته.
وتضمنت اعداد المجلة مقالات عديدة عن القضية الفلسطينية في حين ضم العدد الخمسين مرفقا لخريطة فلسطين بستة ألوان وذلك للتأكيد على الهوية العربية لفلسطين في نفوس ابناء الامة العربية.
وشجعت المجلة خلال مسيرتها روح النضال لدى ابناء الامة العربية من خلال استعراض صور الكفاح العربي في سبيل طرد المستعمر الاجنبي فنشرت في العدد ذاته مقابلة للزعيم الجزائري احمد بن بلا سرد فيها قصة نضاله في السجون الفرنسية مستفتحا حديثه بقوله ان مجلة العربي كانت «انيسي في وحدتي و سميري في معتقلي. .. انها فعلا افضل هدية». واستطاعت العربي ان تصل الى ابناء الامة العربية في شتى ارجاع المعمورة ولم يقتصر بريد القراء على عرض رسائل من قراء داخل الوطن العربي بل كان ينشر رسائل لقراء من الدول الاوروبية حتى ان احد القراء بعث برسالة من جامعة برستون الامريكية قال فيها ان العربي « تحتل الصدارة بين المطبوعات العربية» في مكتبة الجامعة.
وسبقت المجلة في ولادتها ولادة دستور دولة الكويت واستقلالها حيث طبعت اول نسخة منها في ديسمبر من عام 1958 و تناوب على تحريرها عدد من المفكرين العرب بدءا من الدكتور احمد ذكي و انتهاء برئيسة التحرير الحالية الدكتورة ليلى السبعان التي نسبت الفضل الى زكي في إرساء «قواعد ثابتة» لانطلاقة المجلة.
أما زكي نفسه فقد أثنى في كلمة رئيس التحرير في الذكرى الرابعة على انشاء المجلة في يناير من عام 1963 على الكويت حكومة و شعبا لاحتضانهم العربي وخص بالشكر و الامتنان «رائد الفكرة» وزير الارشاد و الانباء آنذاك الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ذاكرا مقولته الشهيرة آنذاك «ان اقتضى الامر دفعت اخراج العربي من جيبي».
وانشئت العربي لتكون متنفسا لمفكري العرب وعلمائهم يستعرضون من خلالها افكارهم وابتكاراتهم وتكون متنفسا للأدباء ينشرون فيها ما تجود به قريحتهم من شعر و نثر كما خصصت العربي قسما في صفحاتها لاجراء استطلاعات للبلدان العربية للاطلاع على تراثها و ثرواتها الفكرية و الادبية.
وتحتوي «العربي» ايضا على موضوعات علمية تتطرق الى ميادين الصحة والفلك والطاقات المتجددة والفيزياء والتجارب العلمية والبحث العلمي اضافة الى موضوعات فنية كالموسيقى و المسرح والفنون التشكيلية.
وفتحت العربي ابوابها للمناقشة الجريئة للمشكلات الاجتماعية التي تثقل كاهل العالم العربي كما كان للنقد مساحة واسعة بين طيات صفحاتها وذلك من خلال «كتاب الشهر» الذي يتم من خلاله مناقشة و نقد الكتب المؤلفة او المترجمة. ولم تغفل العربي الناشئة باعتبارهم عماد المستقبل فخصصت لهم مجلة «العربي الصغير» لتعمل على تثقيف الجيل الناشئ وتطلعه على التراث العربي و امجاد العرب وتشجيع الابداع الفني و التذوق للأدب و الشعر و الفنون اضافة الى الموضوعات العلمية.
وتعتزم رئيسة التحرير الحالية الدكتورة السبعان ان تعود بالعربي الى سابق عهدها وذلك عن طريق تطوير مطبوعات المجلة من خلال «رؤية متكاملة واستراتيجية واضحة».