عواصم – «وكالات» : اكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان الحكومة السورية ستتعاون بشكل كامل مع منظمة حظر الاسلحة الكيماوية في ما يتعلق بموضوع تدمير ترسانتها الكيماوية كاشفا ان وفدا سوريا سيتوجه الى لاهاي للتأكيد على هذا الامر.
وقال المقداد في تصريح اوردته وكالة الانباء السورية «سانا» امس حول تدمير الاسلحة الكيميائية السورية ضمن المهل الزمنية المقترحة ان سوريا اوضحت ان عملية النقل تحتاج الى تجهيزات وسيارات مصفحة واجهزة مراقبة حتى لا يتم التعرض والاعتداء على هذه القوافل والمعدات المطلوبة التي لم تدخل حتى الان.
ولفت الى ان هناك تعهدات بالتعاون من اكثر من بلد حيال هذا الموضوع وان دمشق على استعداد للتعاون الكامل عندما تتوفر لها هذه التجهيزات مضيفا «الا ان المستغرب هو التسييس الذي يخضع له هذا الملف ونحن ذاهبون الى لاهاي للتأكيد على تعاوننا اللامشروط واللامحدود لانهاء هذا الملف».
وكانت المنسقة الخاصة للبعثة المشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية سيغريد كاغ اعلنت امس الاول انه سيتم نقل الترسانة الكيماوية الموزعة على انحاء سوريا الى ميناء اللاذقية الذي يقع على الساحل السوري ومن ثم شحنها الى المياه الاقليمية في البحر المتوسط في عدة سفن ليجري اتلافها على متن سفينة امريكية في مدة لا تتجاوز ستة اشهر.
وفي الشأن السياسي المتعلق بالازمة السورية كشف المقداد انه قام بزيارة الى العاصمة الاردنية بهدف اجراء محادثات مع المسؤولين الاردنيين حول التزام الامن المشترك للبلدين لافتا الى انه «لا يمكن للاردن ان يظل بمنأى عما يجري في سوريا ونحن نقدر الظروف التي يمر بها الا ان الخطر قادم عليهم».
وحول المطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد قال ان «الاسد يمثل سيادة سوريا ووحدة شعبها واراضيها وان سوريا المستهدفة لن تكون سوريا بغيابه».
واضاف ان «الوفد الذي سيذهب الى جنيف سيذهب بعد توقيع الاسد حاملا تعليماته كما ان الحلول لن تتم الا بموافقته». واشار في السياق ذاته الى ان «الغرب دائما يقولون في اجتماعاتهم المغلقة انه لابديل للاسد وانه سينجح في حال تقدم للانتخابات كما ان البرنامج الذي وضعه لانقاذ سوريا هو البرنامج القابل للتنفيذ» مؤكدا «علينا الذهاب الى جنيف دون شروط او تدخل».
واردف قائلا «الموضوع محسوم لنا دوليا والديمقراطية في نهاية المطاف هي التي ستحكم من يحكم سوريا».
وتساءل ان «السوريين سيجلسون ويتفقون على طبيعة النظام والدستور والانتخابات وشكل البرلمان والحكم والتعددية البرلمانية والسياسية فلماذا سيطالبون بتنحي الاسد قبل التوصل الى هذه الاصلاحات».
تصريحات المقداد هذه تأتي غداة تأكيد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي إن القوات الحكومية تحقق انتصارات في حربها مع المعارضة المسلحة ولن يهدأ لها بال طالما أن هناك «إرهابي واحد على الأرض السورية». وقال الحلقي أن زمن الإملاءات وسياسة الأمر الواقع والتهديد والوعيد قد ولى إلى غير رجعة وأن عصر الانتصارات والعزة والفخار يصنع حاليا على الأرض السورية من خلال الانتصارات الرائعة التي يسطرها الجيش العربي السوري في القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة وفلولها وتجفيف منابعها» في تأكيد منه على تشبث سوريا بموقفها ضد الدعوات الغربية المنادية بتنحي الرئيس بشار الأسد.
وجاءت تصريحات الحلقي أثناء زيارته لإيران التي قدمت لسوريا دعما عسكريا ومساعدات اقتصادية بمليارات الدولارات خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين ونصف العام وأودت بحياة مئة ألف شخص. ولم تلح في الأفق أي علامات تذكر على إمكانية وقف هذه الحرب بالطرق الدبلوماسية.
وقالت الأمم المتحدة يوم الاثنين إن مؤتمر «جنيف 2» للسلام سيعقد في 22 يناير. وكانت الحكومة والمعارضة السياسية قالتا إنهما ستشاركان في المؤتمر ولكن مقاتلي المعارضة في الميدان رفضوا هذه المحادثات.
وعززت قوات الأسد قبضتها على محيط دمشق ووسط سوريا هذا العام ولا يواجه الرئيس السوري الأسد أي ضغوط تذكر لتقديم تنازلات لخصومه طالما أنه يحافظ على التفوق العسكري والدعم الإيراني.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» عن الحلقي قوله للنائب الأول للرئيس الإيراني اسحق جهانغيري «الحكومة السورية لن تسمح بوجود إرهابي واحد على الأرض السورية.»
وذكرت الوكالة أن جهانغيري رد بأن إيران تقف «قيادة وشعبا في خندق واحد إلى جانب سوريا ومساندتها لها على كل الصعد ضد محور الشر العدواني الذي يستهدفها كونها قلب المقاومة وبلدا محوريا ومهما جدا في المنطقة والعالم.»
وأرسلت إيران بعض القوات الخاصة إلى سوريا لمساعدة جيش الأسد الذي يحظى أيضا بدعم من حزب الله اللبناني والمقاتلين الشيعة العراقيين. ويقاتل هؤلاء المعارضين المسلحين الذين انضم إليهم مقاتلون إسلاميون سنة يتدفقون من العالم الإسلامي.
ويعكس حجم الوفد المرافق للحلقي والذي يضم وزراء الطاقة والكهرباء والصحة والخارجية مدى أهمية التحالف بين البلدين.
وقالت سانا إن الحلقي وجهانغيري بحثا تنشيط الخط الائتماني الإيراني لدمشق والذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات وإمكانية عودة الشركات الإيرانية للعمل في سوريا التي عصفت الحرب باقتصادها والإسراع في تنفيذ صفقات توريد منتجات نفطية ومعدات طبية ومواد غذائية.
وتقاتل قوات الأسد بدعم من حزب الله وميليشيات محلية للسيطرة على منطقة القلمون الجبلية التي تشرف على الطريق السريع الرئيسي شمالي دمشق المؤدي إلى مدينة حمص في وسط البلاد ومعقل العلويين على البحر المتوسط. وفي الأسابيع الأخيرة كثفت قوات الأسد هجماتها على بلدات يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حول مدينة حلب المركز التجاري في سوريا والتي تسيطر قوات المعارضة على أجزاء منها منذ أن اقتحمتها في صيف عام 2012.