عمان – «وكالات» : حددت محكمة أمن الدولة الاردنية الثلاثاء المقبل موعدا لأولى جلسات محاكمة الاسلامي المتشدد ابو قتادة الذي رحلته بريطانيا قبل أشهر الى المملكة، ليواجه تهما تتعلق بالارهاب، على ما افاد مصدر قضائي ومحامي ابو قتادة.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لفرانس برس ان «محكمة امن الدولة حددت الثلاثاء المقبل الموافق 10 ديسمبر موعدا لأولى جلسات محاكمة ابو قتادة بعد ان انهى المدعي العام التحقيق في قضيتي تنظيم الاصلاح والتحدي وتنظيم القاعدة».
من جهته، قال المحامي تيسير ذياب «سأجتمع بموكلي السبت المقبل للتباحث قبل اولى جلسات المحاكمة التي تبدأ الثلاثاء المقبل».
واشار الى انه «من المقرر ان تكون الجلسة التي تعقد الساعة 12 ظهرا علنية ومتاحة امام وسائل الاعلام».
ويعيد القضاء الاردني محاكمة عمر محمود عثمان الملقب ابو قتادة بتهمة «التآمر بقصد القيام باعمال ارهابية» في القضيتين المرتبطتين بالتحضير لاعتداءات مفترضة في المملكة كان حكم بهما غيابيا عامي 1999 و2000.
وفي حال ادانته بذات التهمة مجددا قد تصل عقوبته الى السجن 15 عاما مع الاشغال الشاقة، بحسب المصدر القضائي.
ورفضت محكمة امن الدولة في 21 يوليو الماضي طلب الافراج بكفالة عن ابو قتادة بعدما قامت بريطانيا بتسليمه في السابع من الشهر ذاته.
ودفع ابو قتادة ببراءته قبل ان يوضع قيد التوقيف الاحتياطي في سجن الموقر المحاط بتدابير امنية مشددة.
وحكم غيابيا على ابو قتادة «53 عاما» بالاعدام عام 1999 بتهمة التآمر لتنفيذ هجمات ارهابية من بينها هجوم على المدرسة الاميركية في عمان، لكن تم تخفيف الحكم مباشرة الى السجن مدى الحياة مع الاشغال الشاقة.
كما حكم عليه عام 2000 بالسجن 15 عاما لادانته بالتخطيط لتنفيذ هجمات ارهابية ضد سياح اثناء احتفالات الالفية في الاردن.
وولد ابو قتادة عام 1960 في بيت لحم، ووصل في 1993 الى بريطانيا لطلب اللجوء الى ان رحل منها الصيف الماضي الى الاردن اثر مصادقة البلدين على اتفاق يهدف الى تاكيد عدم استخدام اي ادلة يتم الحصول عليها تحت التعذيب ضده خلال اي محاكمة في المملكة.
وعلي صعيد غير بعيد كشفت مصادر في التيار السلفي الجهادي الأردني عن أن جهاز المخابرات اعتقل قبل أسبوعين أحد أعضاء التيار من حملة الجنسيتين الأميركية والأردنية، في وقت تحدثت فيه مصادر التيار عن اعتقال نحو مائة من المنتمين للتيار، وأحالتهم إلى محكمة أمن الدولة.
وأكد القيادي البارز في التيار سعد الحنيطي للجزيرة نت أن جهاز المخابرات اعتقل رائد حجازي- قبل أسبوعين- أثناء خروجه من مدينة السلط باتجاه العاصمة عمان.
ولفت إلى أن هذا هو الاعتقال الأول لحجازي الذي يحمل الجنسية الأميركية منذ خروجه من السجن قبل عامين، بعد أن قضى نحو 12 عاما في السجون المحلية إثر إدانته من قبل محكمة أمن الدولة العسكرية الأردنية بتهم تتعلق بالإرهاب.
من جهته، قال أحمد نجل حجازي إنه كان مع والده أثناء اعتقاله، وتابع «أوقفتنا دورية تابعة لسلطة السير أثناء خروجنا من السلط، وبطريقة سينمائية أحاطت بنا ست سيارات من المخابرات».
وأضاف نجل حجازي «اقتحموا السيارة وأخرجوا أبي أمامي وأمام عائلته بوجود شقيقي الصغير، دون أن يبرزوا أي وثيقة تفيد بأمر اعتقاله، ثم وضعوه داخل إحدى السيارات وغادروا، وتركونا جميعا في الشارع». وكانت السلطات الأردنية تسلمت حجازي من السلطات السورية عام 2000 بعدما اتهمته عبر وسائل الإعلام بالضلوع بتفجير المدمرة الأميركية «كول» في خليج عدن.
لكن المحاكمة التي جرت لحجازي وشقيقه ومتهمين آخرين خلت من الاتهام المتعلق بالمدمرة كول، وحكم على حجازي بتهم التخطيط لتنفيذ أعمال وصفت بالإرهابية في ما عرف بقضية «تفجيرات الألفية».
وفي الإطار ذاته، كشف القيادي سعد الحنيطي عما وصفها حملة «اعتقالات واستدعاءات وتهديدات» لقيادات وأعضاء التيار من قبل الأجهزة الأمنية الأردنية.
وأكد أن المخابرات الأردنية نفذت حملة اعتقالات لفترات متفاوتة أو استدعاءات بحق المعتقل الأردني السابق في سجن غوانتنامو أسامة أبو كبير، وكل من خضر أبو هوشر وأسامة سمار وجميل ريان ونضال غرايبة وغيرهم من قيادات التيار وأعضائه .
ولفت إلى أنه جرى إبلاغ المعتقلين ومن تم استدعائهم بأن لن يقبل قيام التيار بأي تحركات أو اعتصامات للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
وزاد «تم تحميل الأخ أبوهوشر رسالة بأن كل اعتصام يعني الاعتقال، كما تم تهديد آخرين من أي توجه لأعضاء التيار نحو سوريا ودعم المجاهدين هناك».
وكشف الحنيطي عن أن عدد معتقلي التيار في السجون الأردنية يبلغ نحو مائة، جميعهم من المحكومين أو المعتقلين بتهم «التوجه للجهاد في سوريا».
وبين أيضا، أن محكمة أمن الدولة تحكم على كل من يحال إليها بتهمة «الجهاد في سوريا» بالسجن خمسة أعوام، وأن العشرات ينتظرون حكما مماثلا، واصفا ما يجري بأنه استهداف للتيار الذي قال إنه لا يهدد الأمن الأردني.
وذهب الحنيطي لاعتبار أن الاعتقالات والاستدعاءات «تؤكد أن هناك شيئا مقبلا، خاصة لدور أردني في سوريا».
وكانت قيادات في التيار السلفي الجهادي أكدت في وقت سابق أن عدد أعضاء التيار المقاتلين في سوريا يزيد على ألف، يقاتلون في صفوف جبهة النصرة لأهل الشام، ودولة الإسلام في العراق والشام.