اكد رئيس مجلس الأمة علي الراشد ان اسمى عمل خيري يتم حاليا على ارض الواقع يكون من خلال جمعية الهلال الاحمر الكويتي، مشيرا الى الجهود الطيبة التي تقوم بها الجمعية من خلال محاولتها انقاذ البشرية في كافة انحاء العالم، واضاف الراشد خلال تصريح صحافي اثناء مشاركته في الاحتفال باليوم العالمي للهلال الاحمر والصليب الاحمر والذي اقيم الاول من امس في مقر جمعية الهلال الاحمر الكويتية وحمل عنوان «150 عاما من العمل التطوعي» ان مثل هذه المؤسسة الانسانية التطوعية اللاربحية تهدف الى الانسان بحد ذاته بعيدا عن المواقف السياسية والانماءات الطائفية والعرقية.
لافتاً الى ان مؤسسة الهلال الاحمر تعالج ما افسده السياسيون بالحروب من خلال توجهها نحو انقاذ الانسان والانسانية.
وقال الراشد بهذه المناسبة نثمن جهود جمعية الهلال الاحمر الكويتية من خلال محاولتها انقاذ البشرية في كافة انحاء العالم مبتهلاً الى الله عز وجل ان يكون هذا الجهد في ميزان حسنات الشعب الكويتي بأسره نظرا لما يقوم به من مساندة المحتاجين والمستضعفين بكافة ارجاء المعمورة دون النظر الى الهوية او الانتماء والمواقف السياسية وخص بالشكر برجس البرجس رئيس مجلس الادارة.
واختتم الراشد حديثه بالقول انه اذا كان هناك عنوان للعمل الخيري في الكويت فهو «جمعية الهلال الأحمر الكويتية».
ومن جانبه قال رئيس مجلس ادارة جمعية الهلال الاحمر الكويتي برجس حمود البرجس ان الثامن من مايو يمثل نقطة فاصلة في مسيرة الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر التي تواجه الكثير من التحديات مما يتطلب تعزيز التضامن بين مكونات الحركة وتوحيد الجهود من اجل مستقبل افضل للعمل الانساني.
واضاف: ان تخصيص يوم عالمي للهلال الاحمر والصليب الاحمر يمثل فرصة طيبة لتبادل الافكار والاراء وتأصيل الحوار والنقاش بين الشركاء.
وثمن البرجس جهود رئيس مجلس الامة علي فهد الراشد في دعم العمل الانساني والاغاثي لجمعية الهلال الاحمر الكويتي، مؤكدا اهمية دعم الجهود التي تقوم بها الجمعية على المستويين المحلي والدولي.
وذكر ان مسيرة الجمعية تكللت بالكثير من الناجاحات والانجازات واصبحت علامة فارقة على الساحة الانسانية الدولية معربا عن تقديره للجهود التي يبذلها المتطوعين لتحقيق التنمية الشاملة في المجتمع.
وقال البرجس: بالنسبة لنا في الجمعية يمثل الثامن من مايو، مناسبة للوقوف مع الذات وتقييم المسيرة والدفع بها الى الامام والمساهمة بفاعلية في حشد التأييد للبرامج وتعزيز الشراكات مع كافة قطاعات المجتمع.
واشار الى ان جمعية الهلال الاحمر الكويتي تتعاون مع المنظمات الانسانية العربية والدولية لنشر القيم التطوعية في المجتمع معربا عن بالغ شكره لكافة جهود المنظمات الانسانية التي تتعاون مع الجمعية.
واثنى على جهود الكوادر التطوعية التي قدمت نماذج مشرفة من اشكال البذل في سبيل دعم المنكوبين والمتأثرين بالكوارث الطبيعية التي شهدتها مناطق متفرقة من العالم خلال الفترة الماضية.
واكد البرجس ان الجمعية سباقة في هذا المجال التطوعي، مشيرا الى ان المشاركة في العمل التطوعي تأتي في طليعة اهتمامات ابناء الكويت الذين ساروا على نهج قيادة الدولة الرشيدة وعززوا جهودها في ساحات البذل والعطاء الانساني الرحبة.
ولفت الى ان المساندة القوية التي تجدها الجمعية من قيادة الدولة الرشيدة تنمي قدراتها وتعزز مسيرتها الانسانية وتدعم تحركاتها الميدانية على الساحتين المحلية والخارجية.
واشار الى ان الجمعية حرصت على ابراز الدور الانساني للجمعية من خلال اقامة معرض للصور تتطرق الى الانشطة الداخلية والمساعدات التي تقوم بها الجمعية لمساعدة الدول المنكوبة.
ومن جانبه قال تداتيرو كونوي، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر، لقد مرّت 150 سنة منذ أن رأت النور فكرة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وشيء واحد لم يتغير وهو معاناة الملايين من البشر، التي تسعى منظمتانا جاهدتين إلى التخفيف منها. أما الأمر الذي تغير تغييرا جذريا فهو المناخ الجغرافي السياسي والاجتماعي والتكنولوجي الذي نعمل فيه. ويكمن سر بقاء منظمتينا ونموّهما في قدرتهما على التكيّف في مثل هذه الظروف فضلا عن مهاراتنا في خدمة الضعفاء حاضراً ومستقبلاً. ونحتفل اليوم باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ويشاركنا الاحتفال بقرن ونصف قرن من العمل الانساني المشترك 187 جمعية وطنية عبر العالم، وإننا ننظر إلى المستقبل بتفاؤل ونجعل من خدمة الشعوب مصدر إلهام لنا.
واضاف كونوي أن السنوات المئة والخمسين التي مضت على تأسيس حركتنا، ما فتئت طبيعة الأزمات والحروب تتطور باستمرار.
ومن بين التحديات التي يواجهها العمل الانساني اليوم زيادة الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ الصحية، واستمرار عدم احترام القانون الدولي الإنساني، والعراقيل التي تحول دون حصول السكان على الرعاية الصحية بشكل آمن في الكثير من البلدان، والصعوبات التي تواجهها الجهات الفاعلة في المجال الإنساني للوصول إلى الأشخاص المحتاجين في بعض الظروف الخاصة. فعلى سبيل المثال، فإن الملايين ممن يعيشون في مناطق مثل أفغانستان والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وسوريا لا يتلقّون إلا النزر اليسير من المساعدات الإنسانية نظرا لانعدام الأمن أو بسبب العراقيل السياسية. وأما عدد الكوارث الطبيعية فقد ارتفع خلال الأربعين سنة الماضية بنسبة 400 في المئة تقريبا.
وأوضح أن جميع الأطراف في العالم تدرك أننا لا نميل إلى أي جهة. فهمُّنا الوحيد هو مساعدة من يعانون ونفعل ذلك بحياد، بصرف النظر عن جنسياتهم أو أصولهم أو آرائهم أو معتقداتهم. وهذا هو المفتاح الذي يمكّننا من الوصول إلى المحتاجين إلى مساعداتنا، وبوجه خاص إبّان النزاعات وفي المناطق الموصدة أمام العالم.
لافتا الى السعي دوما لإيجاد نُهج وشراكات مبتكرة لتحسين استجابتنا سواء باستخدام التقنيات الجديدة، أو من خلال البحث عن القيادات الشابة محاولةً منا لتوسيع مجال خدماتنا، أو بتكييف أساليب عملنا مع تغيّر المناخ. فمثلاً، يوجد في العالم 6 بلايين مستخدم لأجهزة الهواتف المحمولة. وقد عمدت العديد من الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى تطوير تطبيقات للهواتف المحمولة عن التأهب للكوارث وعن الاسعافات الأولية وتطبيقات أخرى لمواجهة حالات الطوارئ، فيفضل الناس اليوم تسلم المعلومات الحيوية بهذه الطريقة.
واختتم كونوي حديثه: إن استجابتنا الإنسانية واتصالاتنا الشعبية إنما تتميز بالفعالية لأننا على اتصال وثيق بالمجتمعات المحلية. ويتصدّر الملايين من المتطوعين المنتسبين إلى جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والمحترفين مبادرات التغيير الإيجابي في المناطق الحضرية والريفية وفي القرى والمدن بفضل قربهم من المحتاجين. وهؤلاء المتطوعون والموظفون العاملون في الميدان هم أول من يواجه أكبر المصاعب، فهم يدركون أكثر من غيرهم احتياجات الأهالي والحلول التي تناسبهم، وإننا نؤْمن بأن المضي قُدماً مع هؤلاء كفيل بتحقيق برنامج العمل الإنساني العالمي.
