
صنعاء – «وكالات»: نددت قبائل مأرب في اليمن بوصف جماعة الحوثي لها بالمجرمين، في حين توعدت الجماعة بمواجهة من وصفتها بـ»الجماعات المتطرفة» خلال العام الجاري بمن فيهم مسلحو القبائل، ويتزامن ذلك مع توقيع الحوثيين اتفاقا مع الرئاسة اليمنية لإنهاء الأزمة في البلاد.
وأكد شيوخ قبائل محافظة مأرب استمرارهم في حماية المحافظة من تمدد مسلحي الحوثي، ونددوا بالاتهامات التي أطلقها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بحقهم ووصفه لهم بالمجرمين.
وقال شيوخ القبائل إن من ينتهكون حرمات المنازل ويفجرون البيوت والمدارس ودور العبادة وتعليم القرآن وينهبون مؤسسات الدولة (في إشارة إلى مسلحي الحوثي) هم المجرمون. وأضافوا أن على الدولة أن تدافع عن أبناء مأرب والمشاريع الحيوية الموجودة فيها.
وكان عبد الملك الحوثي قد هدد السبت الماضي باجتياح مأرب الغنية بالنفط، مبررا ذلك بالقول إن هناك محاولة لإسقاط المدينة في يد من سماهم «التكفيريين» وتنظيم القاعدة.
من جانبه، قال القيادي في جماعة الحوثي محمد البخيتي إن مواجهة الجماعات «المتطرفة التكفيرية» هي أولوية الجماعة المسيطرة على صنعاء في عام 2015.
وأشار عضو المكتب السياسي للجماعة -في تصريحات لوكالة الأناضول- إلى أن تلك الجماعات غير منضبطة، داعيا بعض القوى السياسية -دون تسميتها- إلى عدم الرهان عليها.
ويقصد البخيتي بالجماعات التكفيرية مسلحين ينتمون إلى تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومسلحين قبليين يرفضون تمدد الحوثيين في صنعاء والمحافظات.
وبين القيادي الحوثي أن «إنعاش الاقتصاد هو التحدي الأكبر الذي يواجهه اليمن، خصوصا أن كثيراً من أبناء الشعب باتوا يعانون من المجاعة»، موضحا أنه لن يتم ذلك إلا بمكافحة الفساد وإيجاد بيئة استثمارية سليمة، وتماشي سياسة اليمن الخارجية مع الاحتياجات الداخلية، وفق تعبيره.
ويتزامن ذلك مع توقيع مستشاري الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وقيادة جماعة الحوثي في محافظة صعدة اتفاقاً على تشكيل لجنة مشتركة لحل الخلافات بين الطرفين عبر الحوار المباشر.
وتُعتبر اللجنةُ هي المرجعية في تفسير بنود اتفاق السلم والشراك، الموقع في سبتمبر الماضي.
وضم الوفد الرئاسي كلا من عبد الكريم الأرياني من حزب المؤتمر الشعبي العام، وسلطان العتواني من التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، ورشاد العليمي من حزب المؤتمر، ويحيى منصور أبو إصبع من الحزب الاشتراكي، وعبد الوهاب الآنسي من حزب الإصلاح، وصالح الصماد من جماعة الحوثي. وكان على طاولة النقاش أيضا مشروع الدستور الجديد للبلاد ورفض الجماعة فكرة الأقاليم الستة التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، مع مناقشة التوتر الحاصل في محافظتي مأرب بشرق البلاد وتعز (وسط)، في ظل وجود أنباء تفيد بأن الحوثيين قرروا دخولها ونشر مسلحيهم فيها.
من جهة أخرى نظم عشرات الناشطين وقفة احتجاجية في محافظة إب وسط اليمن، تنديداً بالتفجير الذي وقع في المركز الثقافي يوم 31 ديسمبر الماضي وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
ورفع المشاركون لافتات تندد بمليشيات الحوثي المسلحة، وتطالب باستعادة هيبة الدولة وبسط نفوذها على كل أراضي اليمن، وإخراج مسلحي الحوثي من محافظة إب.
ومنذ 21 سبتمبر الماضي تسيطر جماعة الحوثي على المؤسسات الرئيسية بصنعاء وتسعى لتوسيع نفوذها في عدد من المحافظات رغم توقيعها اتفاق السلم والشراكة مع الرئيس عبد ربه منصور هادي والملحق الأمني الخاص بالاتفاقية الذي ينص على تسليم الحوثيين كل الأسلحة التي استولوا عليها، وخروج مسلحيهم من جميع المدن وإزالة نقاط التفتيش التي أقاموها.