قلوبنا مع إخوتنا من أبناء الشعب المصري الشقيق ، الذين يواجهون الآن أوضاعا بالغة الشدة ، وتتطلب الكثير من الحلم والحكمة والبصيرة في التعاطي معها ، من أجل اجتيازها بسلام ، وحتى لا تخلف آثارا كارثية على البلد كله ، لاسيما في ظل ما حدث أمس بوجه خاص وأدى ، كما أعلنت وزارة الصحة إلى مقتل أكثر من 140 شخصاً ، وإصابة مئات آخرين في عموم مصر، فيما تصل تقديرات جماعة الإخوان المسلمين إلى سقوط أكثر من 250 قتيلاً ، وهو ما أدى برئيس الجمهورية إلى إعلان حالة الطوارئ «نظراً لتعرض الأمن والنظام في أراضي الجمهورية للخطر بسبب أعمال التخريب المتعمدة» ، كما ذكر البيان الصادر عن الرئاسة .
ولسنا في مقام الوعظ أو إلقاء الدروس على شعب تضرب حضارته بجذورها في أعماق التاريخ ، وتمتد إلى أكثر من سبعة آلاف عام ، لكننا نذكرهم – لعل الذكرى تنفع المؤمنين – بأن لمصر مكانة إقليمية ودولية كبيرة ، لا بد أن يكونوا واعين بها ، وأن يكون أداؤهم بالتالي على هذا المستوى ، وألا يسمحوا لخلافاتهم السياسية بأن تأخذهم إلى منحنى خطير يهدد حاضرهم ومستقبلهم .
عليهم أيضا أن يدركوا أن الجيش المصري هو الوحيد القادر على التصدي للكيان الصهيوني ، وأنه هدف لمخططات معادية تستهدف تدميره وتمزيقه وإضعافه ، وهو ما ينبغي أن يتصدى له كل الوطنيين في مصر ، حتى لا يفتحوا المجال أمام تلك المخططات لكي تؤتي ثمارها المرة !