نشرت في جهات ادبية نص برج المملكة , بعض ألم , وبعض بوح , كان الشاعر الكبير الثقفي , وجهته وجدرانه.
بما أننا لازلنا في الكلام عن الجانب النقدي , ورغم حبي وتتلمذي على ورق عواض العصيمي وسعود الصاعدي , الا انني تهت في فهم : هل ماكتبته في هذا النص , شعرا ام نظما يومض شعرا قليلا , هنا وهناك .
سعود الصاعدي , كتب عن النص :
صباح طازج ، هذا الذي يتنفسه عبد المجيد ، أو الذي يتنفس عبد المجيد ؛ لأنهما معا : الصباح وعبد المجيد يلتقيان ويجتمعان في أنهما يخلعان أردية التكلف ، ويأتيان هكذا طازجين ، ألقهما في بكورهما ، وسحرهما ، ونسيمهما ، هذا يهبنا نسيما وهذا يهبنا شعرا هو والنسيم سواء .
الشيء الأكثر جمالا هنا هو أن الرابط بين عبد المجيد ونصه هذه المرة شاعر آخر يشترك معه في الإدهاش ، وفي ذات السدرة التي لا تزال تحتفظ بالهديل والرفرفة .
أذكر أن الحميدي الثقفي كان قد طلب من صديقه - مسفر - أن يأتيه بهديل ورفرفة . ها هو عبد المجيد يحضر الهديل والرفرفة بعد أن يدخل في النص ليتقمص شخصية مسفر . في شخصية مسفر ، كما هو اسمه ، بساطة متناهية ، وعبد المجيد هو سيد البساطة في الشعر العامي .
إذًا مسفر وعبد المجيد وجهان لعملة واحدة ، فكلاهما لا تشوهه الحياة المترفة !.
عواض العصيمي , بعده كتب :
عبد المجيد يا عزيزي ، اعذرني، لكن قراءتي لهذا النص لم تسعفني في التماس ما يمكن أن أسميه شعراً أو بعض شعر. هذا كلام منبري، نداء مؤدى بإيقاع تطريبي قد يشد الاهتمام ولكن ليس كثيرا، ليس كما لو أنه شعر بالفعل. المديح بنوعيه الرسمي والشخصي، يمنع الشاعر المبدع من إطلاق طاقته الشعرية بحرية يتمناها، هناك قيود تفرضها المناسبة، تفرضها الشخصية الممدوحة، تتمثلها الحالة التمجيدية المخصصة لهذا الغرض. الحميدي شاعر جميل، وأنت شاعر جميل، ولكن هذا النص يمثل فجوة بين جميلين، فجوة لها صوت ولها صدى لكنها فجوة في كل الأحوال.
توقف أمامك مشكلة.
ورغم معرفتي اليقينية , بعمق ومراس عواض وسعود في المسالة النقدية , الا أنني وقفت حائراً مع نصي الذي فتح كلتا عينيه كمن لايفهم شيء.
بأمانه , وصدق , وتجرد ذاتي :
انا مع رأي عواض .