حديث المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ل «كونا» الذي تناولت فيه الأوضاع الاقتصادية في الكويت، جدير بالتوقف أمامه، لأنها تطرقت إلى الكثير من الجوانب بالغة الأهمية، والتي تشغل الأوساط السياسية والاقتصادية في الكويت بالفعل منذ سنوات عديدة، بحثا عن معالجات علمية وموضوعية لها، تحمي مسارنا الاقتصادي والتنموي من ناحية، وتحافظ على المستوى المعيشي للمواطن من ناحية أخرى .
لم يكن حديث لاغارد مقصورا على الإشارة إلى السلبيات، فقد جاء متوازنا جدا، ودون تهوين أو تهويل، بل يشكل نموذجا في مناقشة الأزمات والمشكلات التي نتعرض لها، لأن أحد عيوبنا أننا نقع في أحيان كثيرة بين استقطابين، من يدافعون عن كل شيء، بما في ذلك الأخطاء التي ينبغي تصحيحها، ومن يحاولون أن «يسودوا» الصورة تماما، ويطفئوا أي بريق للأمل، وكلا التوجهين ضار جدا وغير مطلوب .
رئيسة الصندوق ألمحت إلى الإيجابيات حين ذكرت أن دولة الكويت حققت تقدما في السنوات الاخيرة، باتجاه بناء احتياطات اقتصادية وقائية ضخمة، «حيث تمكنت الحكومة الكويتية من استغلال أسعار النفط المرتفعة لتحقيق فوائض كبيرة في الموازنة وبناء احتياطات اقتصادية وقائية ضخمة، اضافة الى ان الدين المستحق على الحكومة أقل من 5 في المئة من اجمالي الناتج المحلي»، لكنها كانت أيضا صريحة وواضحة لدى حديثها عن السلبيات، والتي عدت من بينها : ارتفاع معدلات الانفاق على الأجور وإعانات الدعم، وكذلك الإخفاق في تنويع مصادر الدخل، والافتقار إلى بيئة مواتية للاعمال لتحسين الثقة وزيادة الاستثمارات الخاصة، واعتبرت أن تلك هي أهم التحديات التي تواجه الكويت .
نتمنى أن تكون الزيارة التي ستقوم بها لاغارد للبلاد غدا فرصة مواتية، لإجراء مناقشات علمية دقيقة معها، ولمعرفة كيف يرى العالم صورتنا من بعيد !