المبادرة الطيبة التي أعلن عنها سمو أمير البلاد أمس، في كلمته بافتتاح القمة العربية الإفريقية الثالثة بتخصيص جائزة سنوية بمبلغ مليون دولار، باسم المرحوم الدكتور عبدالرحمن السميط، تختص بالأبحاث التنموية في إفريقيا،، لا تقل روعة وتأثيرا في النفوس والقلوب عما أكده سموه أيضا من تقديم الكويت قروضا ميسرة للدول الإفريقية بمبلغ مليار دولار، على مدى السنوات الخمس المقبلة، خصوصا أن صاحب السمو ربط ذلك بالإشادة «بكل التقدير للعمل الخيري، الذي قامت وتقوم به المؤسسات الخيرية الكويتية، التي امتد نشاطها ليشمل العديد من دول إفريقيا» .
لقد أثلج سمو الأمير صدورنا جميعاً بحديثه الرائع عن العمل الخيري الكويتي، الذي يعد بحق علامة مضيئة في تاريخ الكويت، كما أن تخصيص جائزة باسم السميط، ليس فقط تكريما لهذا الداعية الكبير النبيل – رحمه الله رحمة واسعة، ووسع له في قبره، وأسكنه الفردوس الأعلى بإذنه تعالى – وإنما هو تكريم لكل المشتغلين بالعمل الخيري وللمؤسسات العاملة في هذا المجال .
المبادرة السامية أيضا هي رد غير مباشر على كل السهام التي تنطلق من هنا وهناك، تحاول النيل من العمل الخيري الكويتي والإسلامي عموما، ساعية إلى تشويه صورته الناصعة، وربطه ظلما وعدوانا بالإرهاب، وهو منه براء، بل إن هذا العمل يعد في ذاته حربا على الإرهاب والإرهابيين، من خلال تجفيفه لمنابع ذلك الإرهاب، وأول هذه المنابع هو الفقر والحاجة والمرض التي تدفع بعض الشباب أحيانا للانخراط في تنظيمات إرهابية، نظير إغراءات مالية تقدم لهم .
بارك الله في صاحب السمو الأمير، وفي كل مبادراته الطيبة الخيرة .