أمر محزن جدا حينما نفكر في الحال الذي وصلت له البلاد من تراجع في مختلف مناحي الحياة والمجالات حتى وصل هذا التراجع إلى أبرز ماكنا نتميز فيه عن غيرنا من الدول المحيطة وهو البنية التحتية الجيدة والتي كان يضرب بها المثل في الثمانينات وحتى التسعينات لنصل اليوم إلى مرحلة من التراجع بحيث لانستطيع تأمين طرق بمواصفات لابأس بها ونجد طرقنا مليئة بالحصى المتطاير والحفر وغيرها من العيوب الهندسية والتصنيعية في مادة الاسفلت التي تستخدم في رصف الطرق.
موضوع تطاير الاسفلت أو قطع منه أصبح حقا قضية تؤرق المواطنين الذين باتوا يتكبدون خسائر كبيرة نتيجة تحطم زجاج سياراتهم أو التلف في صبغها وغير ذلك من الأخطار التي قد تتسبب بوقوع حوادث سير يذهب ضحيتها عشرات الأبرياء لذلك فالأمر بحق يحتاج إلى محاسبة وحتى استجواب إذا تطلب الأمر لأن علاج قضية تطاير الحصى يحتاج فقط أمراً مباشراً لجميع جهات التنظيف باعداد حملة ليوم واحد يتم خلالها نشر الآليات لازالة الحصى من الطرق العامة والشوارع ولايحتاج أكثر من مبادرة وقرار فقط.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل وصلنا إلى المرحلة التي لايقوم فيها المسؤولون بواجباتهم إلا بالتهديد والوعيد بالمساءلة والاستجوابات ..و إذا كان فأين عامل الاحساس بالمسؤولية الذاتية؟ وأين الحس الوطني الذي يعد جرس انذار يدق في ضمير كل موظف ومسؤول لينبهه إلى نوع التقصير وطريقة تلافيه؟.