يتابع الشارع الكويتي باهتمام وقلق مجريات وتطورات موضوع الإضراب الذي لوحت نقابات العاملين بالقطاع النفطي بالقيام به ، ذلك أن الأمر يتعلق بأكثر القطاعات الإنتاجية أهمية وحيوية ، ويعرف الجميع أنه المصدر الوحيد – أو شبه الوحيد – للدخل في البلاد ، وإذا تعطل – لا قدر الله – فهذا يعني نضوب مواردنا المالية ، ودخولنا في نفق مظلم ، ومضاعفة أزماتنا الاقتصادية والتنموية .
نقدر أن للعاملين في قطاع النفط مطالب معينة ، ونرى أنه يمكن تحقيق هذه المطالب بالحوار الهادئ والموضوعي ، وما يطمئن في هذا الجانب هو أن مؤسسة البترول الكويتية لم تغلق باب التفاوض مع النقابات النفطية ، وهناك مؤشرات على قيام الرئيس التنفيذي لكل من شركتي نفط الكويت والبترول الوطنية بالتفاوض مع النقابات لإقناعها بضرورة الحفاظ على المكتسبات العمالية التي يتمتع بها موظفو النفط وإلغاء الإضراب ، باعتبار أن اكبر عدد من العمال في النفط يتمركزون في الشركتين ، وهي بالتأكيد مؤشرات إيجابية ومشجعة ، على طريق حل الأزمة .
إننا نتمنى أن يغلب الجميع المصلحة الوطنية العليا للكويت فوق أي اعتبار آخر ، فهذا هو السبيل الصحيح والناجع لمواجهة هذه القضية وغيرها من قضايانا الملحة .