عواصم - «وكالات»: اعرب المبعوث الاممي والعربي المشترك المكلف بالملف السوري الاخضر الابراهيمي أمس عن خيبة أمله ازاء عدم نجاح وفدي الحكومة والمعارضة السورية في التوصل لنتائج ملموسة خلال الجولة الاولى من المفاوضات بمؤتمر «جنيف 2».
واشار الابراهيمي في مؤتمر صحافي عقده على هامش مشاركته في «مؤتمر ميونيخ للأمن» الذي انطلقت أعماله الليلة قبل الماضية الى انه كان يعلق املا على التوصل لحلول للملفات الانسانية «لكن حتى في هذا المجال لم نتمكن من تحقيق اي تقدم» مضيفا «لم نحقق شيئا في جنيف».
وقال انه يأمل ان تتمكن الجولة المقبلة من المباحثات المقرر عقدها في العاشر من الشهر الجاري من احداث تحول في سير المباحثات.
وناشد الابراهيمي المجتمع الدولي عدم غض النظر عما يحدث في سوريا محذرا من انتقال عدوى القتال في سوريا الى دول اخرى قائلا «اذا فشلنا في حل المشاكل العالقة فإن الوضع سيبقى على حاله وسيزداد وضع اللاجئين سوءا الامر الذي ستتعدى تبعاته حدود المنطقة».
وكان السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون طالب الليلة قبل الماضية الحكومة والمعارضة السورية باستئناف الحوار في الموعد المحدد في العاشر من الشهر الجاري المقبل وأخذ هدف وضع حد للنزاع الدائر على الاراضي السورية على محمل الجد.
وحول فرص نجاح هذه المباحثات قال بان ان «ان التوصل لحلول في مثل هذه المباحثات امر صعب الا ان الحوار يعد اهم شيء من اجل التوصل لحل سياسي للنزاع في سوريا».
واعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس ان عدم التوصل الى نتائج ملموسة في مفاوضات المرحلة الاولى يعود الى سببين اثنين اولهما عدم جدية الطرف الآخر والثاني الحشد المضاد الذي قامت به الولايات المتحدة اثناء المفاوضات.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي ان الجو الذي خلقته الولايات المتحدة شكل ضغطا اعلاميا رافق مسار المفاوضات «وكان غير دقيق في نقل ما حدث» مؤكدا «ان وفد النظام السوري حضر الى جنيف منفتحا ووافقنا على مناقشة كل شيء لكن الطرف الآخر جاء مبرمجا على بند واحد لا يخرج عنه».
هذا وحملت مجموعة «اصدقاء سوريا» النظام السوري مسؤولية عدم احراز تقدم في الجولة الاولى من المفاوضات التي اختتمت في جنيف امس.
وقالت المجموعة التي تضم فرنسا والمانيا وايطاليا ومصر والاردن وقطر والسعودية وتركيا والامارات وبريطانيا والولايات المتحدة في بيان مشترك صدر هنا الليلة الماضية ان «النظام مسؤول عن عدم احراز تقدم فعلي في مفاوضات جنيف» متهمة دمشق بممارسة «العرقلة» خلال المفاوضات.
كما اعربت عن صدمتها لاستمرار النظام السوري في سياسته بتجويع مئات الالاف من الاشخاص في مناطق عدة في سوريا ومنع امدادات الاطعمة والادوية عن المدنيين مدينة بشدة استمرار النظام بالقاء البراميل المتفجرة على المناطق السكنية.
في المقابل اشادت مجموعة اصدقاء سوريا بـ «القرار الشجاع» لائتلاف المعارضة الوطنية السورية بالمشاركة في مفاوضات جنيف2 وما اظهره من «نهج بناء» خلال الجولة التفاوضية الاولى.
وحث وزير الخارجية الامريكي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف على الضغط على الحكومة السورية للتعجيل بالتخلص من الأسلحة الكيماوية وذلك على هامش مؤتمر ميونخ للأمن.
ونقلت بى بى سى عن كيرى قوله إنه لا مبرر لدى سوريا لتأجيل إرسال ترسانتها من المواد السامة إلى الخارج بموجب اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي فيما شددت موسكو على أن الوفاء بمهلة 30 يونيو للتخلص من المواد الكيماوية لا تزال ممكنة.
وأعلن مسؤول سوري أمس عن التوصل الى خطوات جديدة لاجلاء المدنيين من المناطق المحاصرة في محافظة «حمص» وسط البلاد بالتعاون مع الامم المتحدة.
وقال محافظ حمص طلال البرازي في تصريح لوكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» انه تم تحقيق خطوات جديدة بالتعاون مع الامم المتحدة بشأن اجلاء المدنيين من مناطق محاصرة في حمص مؤكدا أن «النتائج سيتم الاعلان عنها في الوقت المناسب».
وفي نفس السياق بدأت أمس عملية توزيع الدفعة الرابعة من المساعدات الغذائية على سكان مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق الذي تحاصره القوات النظامية منذ نحو 200 يوما وشهد مقتل 88 شخصا جراء الجوع والحصار.
وشهد يوم أمس الاول اجلاء أكثر من مئة حالة إنسانية من مخيم اليرموك عن طريق الهلال الأحمر الفلسطيني وكوادر بهيئة الاسعاف إلى مستشفى «يافا» التابع للهلال الاحمر بالاضافة الى عدة مستشفيات حكومية بدمشق.
من جهة أخرى صعدت قوات النظام أمس من عملياتها العسكرية في محافظة حلب شمالي سوريا في وقت سيطرت فيه قوات المعارضة على موقع استراتيجي في محافظة «حماة» وسط البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان أمس ان الطائرات المروحية التابعة لقوات النظام قصفت عدة مناطق في حلب بالبراميل المتفجرة ومنها منطقة السكن الشبابي بحي المعصرانية ودوار الجزماتي بجانب حي طريق الباب وقرية الشيخ زيات ومناطق في المدينة الصناعية في الشيخ نجار مشيرا الى ورود معلومات عن سقوط قتلى وجرحى.
