يقال في الأمثال أن «لكل مشكلة حل» ..وبالطبع الحلول لاتكون جازمة وناجعة مالم تتوفر لها الإرادة الصلبة والقرار السريع الحاسم وما عدا ذلك يعد مجرد حالة اجترار للحلول ومحاولات للترقيع لاتسمن ولاتغني من جوع ولاتروي عطشاناً.
قضية البدون ومنذ أكثر من 50 عاما ويزيد مازالت تراوح مكانها حتى باتت من أقدم المشاكل التي تعاني منها البلاد وحتى استصعب حلها وبات من المعجزات التي يعتقد أنها لن ترى النور يوما ،فيما يعاني أخواننا من أبناء هذه الشريحة من معاناة شديدة في كل أمور حياتهم حتى في أبسطها.
الحل المطلوب اليوم ليس حلاً لأجل البدون فقط «وهذا متفق عليه انسانيا وشرعيا ومن جميع الجوانب الأخرى»بل حل من أجل الكويت نفسها ومن أجل أهلها وذلك لحسم هذا الملف الشائك الذي لطالما كان يمثل عبئا على سمعة البلاد في حقوق الانسان بالمحافل الدولية ويمثل لها صداعا مزمنا وآخر على الجانب الأمني وهو الأهم والأكثر التصاقا بحياة المواطن الكويتي والذي يعلم جيداً ان عاملي الأمن والأمان ليس ترفا بل أساساً لكل بلد مستقر يعيش أهله برخاء.
وعلى الجانب الآخر فأهل الكويت لن يقبلوا وهم الذين يمدون يد المساعدة بسخاء إلى كل أصقاع الأرض أن يكون بين ظهرانيهم أناس من بني جلدتهم يعانون العوز والفاقة وهذا بحد ذاته عامل مشجع على الجريمة وتفشيها في المجتمع .
الحل يجب أن يأتي ويجب أن يكون قريبا ،لنجنب البلاد تبعات هذه المشكلة التي طال عليها الأمد ثم ننصف المستحقين من أبناء البدون لينال كل حقه ونتخلص من مشكلة معقدة كلفت الدولة كثيرا.