أكد وكيل وزارة الدفاع السابق الشيخ د.صباح الناصر على ان الاعلام الكويتي ممثلا بوزارة الاعلام مقصر جدا في ايضاح الصورة وتعليم اجيال الشباب الكويتي بما جرى وتعرضت له الكويت اثناء الغزو العراقي الغاشم، مشيرا إلى أن الشعب الكويتي سطر بتعاونه وصموده منذ تاريخ 2-8-1990 اروع البطولات واشكال التعاون التي لا مثيل لها عبر الدول والشعوب في الدول الاخرى.
وأوضح في كلمته خلال الندوة الثانية التي أقامها نادي العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بمناسبة افتتاح معرض وكرنفال «قرية التحرير» بعنوان « ملحمة صمود الشعب الكويتي» أن ملحمة الصمود لن تتكرر. . وليس بالإمكان أحسن مما كان على حد وصفه لها، منوها في عرضه عن الغزو العراقي إلى أن مشكلة ترسيم الحدود هي التي كانت تحكم العلاقات بين الكويت والعراق.
واستطرد الشيخ الناصر قائلاً عن اشكالية ترسيم الحدود أنه في عام 1931 تم التوقيع في لندن على اتفاقية بين كل من بريطانيا «الدول الحامية للكويت آنذاك» والدولة العثمانية حيث كان العراق تحت الحكم العثماني وقد حددت المادة السابعة من هذه الاتفاقية خط الحدود بين الكويت والبصرة، ولكن هذه المعاهدة لم تقنن من النوايا العدوانية للعراق تجاه الكويت.
واستعرض خلال محاضرته التي قسمها الى جزئين محطات سريعة من الافعال المشينه التي قام بها النظام العراقي بدأ بقتل الكويتيين حتى حرق الابار والاستيلاء على خيرات الكويت واسر الشباب والشيوخ والنساء مؤكدا ان قضية اسرى الكويت لن تنسى في قلوب الكويت، ذاكرا بأن الاتفاقيات البريطانية الكويتية كان لها اثر كبير في توفير الحماية للكويت حيث ظهر ذلك بمدافعة بريطانيا عن الكويت وتكذيب الاتهامات والادعاءات العراقية.
وتطرق إلى دور المقاومة الكويتية بقسميها المدني والعسكري التي واصلت الليل النهار من اجل توفير الحماية للشعب الكويتي، قائلا أنه بدءالعمل وانشاء التنظيمات من خلال الاحتجاجات بالمساجد وتوفير المال اللازم، لاسيما وتنظيم حركة الشباب بالتطوع والتى شملت العديد من الاعمال منها رفع المخالفات والقمامة وتشغيل الجمعيات التعاونية، وإنشاء مخازن سرية للتموين وتشغيل محطات البنزين والمخابز، فضلا عن المساهمة بإدارة المستشفيات وإنشاء عيادات طبية سرية.
وذكر الشيخ الناصر أن العصيان المدني تمثل في رفض الدوام بالوزارات والمدارس، ورفض تغيير الهوية والبطاقة المدنية وكذلك رفض تغيير العملة، ولوحات السيارات وإزالة لافتات الشوارع والاسماءحتي يصعب على القوات العراقية الوصول إلي الكويتيين، بالاضافة إلي تنظيم المظاهرات وعدم الامتثال بالتعليمات والأوامر العراقية.
وأوضح أن هناك عدة عوامل ساعدت على الصمود من أهمها طبيعة الشعب الكويتي، وإدخال الأموال من الداخل والخارج، بالاضافة إلى الاستعانة بوسائل الاتصالات الحديثة، وتوفير خدمات الكهرباء والماء، وتوفير السيول المالية عن طريق التجار، وكذلك المخزون الاستراتيجي للطعام، وغيرها من الأمور.
وزاد الشيخ الناصر أنه بعد التحرير الغي كل ماتم سحبه من الحسابات الشخصية بالبنوك، وما تم شراؤه من الجمعيات التعاونية بالبطاقة المدنية، لاسيما ودفع رواتب السبعة أشهر لجميع المواطنين،والغاء ديونهم المتعلقة بالسكن الخاص.
وفي ختام المحاضرة توجه بالشكر لكل من ساهم بتحرير الكويت من المواطنين الذين كان لهم دور فعال بمقاومة الغزاه المحتلين وكذلك المواطنن العاملين بالخارج الأمر الذي أدي إلى وقوف الدول من شتي بقاع الأرض مع الحق الكويتي، متوجها في الوقت ذاه بالشكر الجزيل لدول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وجميع الدول الاجنبية التى ساهمت باصدار قرارا مجلس الأمن وشاركت بقواتها لتحرير الكويت.
كما أثني على جهود الشعب المصري والاردني اثناء الغزو العراقي للكويت والاعمال التي قاموا بها لمساندة الشعب الكويتي في محنته مستذكرا الادوار السلبية التي قامت بها بعض القيادات والدول ووقفوا فيها مع النظام العراقي.
فيما عرض القائمون على الندوة عمل مرئي يتحدث عن احوال الكويت منذ بدأ الغزو للكويت متناولا قصص وحكايات كويتية حقيقية على لسان افرادا كانوا وعاشوا في فترة الغزو مؤكدين دور سمو الشيخ الراحل جابر الاحمد وولي عهده الراحل الشيخ سعد العبدالله الصباح اللذان كانا يعملان في خارج الكويت لاجل اعادة حق الكويت المسلوب من خلال المنابر العالمية والعربية واستطاعوا ان يشكلوا تحالفا عالميا حرر الكويت واعاد لكل ذي حق حقه.